تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٦
طيرة ترده عن سفره لم ينظر إلى الدرجات العلى من الجنة يوم القيامة).
" * (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) *) يعني عن أن يرجعوا إلى دينهم كفارا، وفيه لغتان قال: الشعبي وائس يايس إياسا وإياسة.
قال النضر بن شميل: " * (فلا تخشوهم واخشوني اليوم أكملت لكم دينكم) *) نزلت الآية في يوم الجمعة وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر للهجرة والنبي صلى الله عليه وسلم أقف بعرفات على ناقته العضباء وكادت عضد الناقة ينقد من ثقلها فبركت.
وقال طارق بن شهاب: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فقال: آية (نقرؤها) لو علينا نزلت في ذلك اليوم لاتخذناه عيدا، قال: أية آية؟ قال: " * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت) *)، قال عمر: قد علمت في أي يوم نزلت وفي أي مكان، إنها نزلت يوم عرفة في يوم جمعة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوفا بعرفات وكلاهما بحمد الله لنا عيد، ولا يزال ذلك اليوم عيدا للمسلمين ما بقي منهم أحد وقد صار من ذلك اليوم خمسة أعياد جمعة وعرفة وعيد اليهود والنصارى والمجوس ولا يجمع أعياد أهل الملل في يوم قبله ولا بعده.
وروى هارون بن عنترة عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية بكى عمر (رضي الله عنه) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (ما يبكيك يا عمر) قال: أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص، فقال: (صدقت).
وكانت هذه الآية نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاش بعدها أحد وثمانون يوما أو نحوها.
واختلف المفسرون في معنى الآية فقال ابن عباس والسدي: " * (اليوم) *) وهو يوم نزول هذه الآية " * (أكملت لكم دينكم) *) أي الفرائض والسنن والحدود والأحكام والحلال والحرام فلم ينزل بعد هذه الآية حلال ولا حرام ولا شيء من الفرائض. فهذا معنى قول ابن عباس والسدي.
وقال سعيد بن جبير وقتادة: اليوم أكملت لكم دينكم فلم يحج معكم مشرك، وقيل: هو أن الله تعالى أعطى هذه الأمة من أنواع العلم والحكمة جميع ما أعطى سائر الرسل والأمم فزادهم.
وقيل: إن شرائع الأنبياء زالت ونقضت وشريعة هذه الأمة باقية لا تنمح ولا تتغير إلى يوم القيامة (.......) هو بايعك ثم فرقوه، يكن هذا لغيرهم، وقيل: لم يكن إلا هذه الأمة
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»