تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٤١٨
وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا) *) 2 " * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا إن الذين كفروا وظلموا) *) يعني اليهود الذين علم الله تعالى منهم إنهم لا يؤمنون " * (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا) *) يعني دين الإسلام " * (إلا طريق جهنم) *) يعني اليهودية " * (خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا) *) إلى قوله تعالى " * (يا أهل الكتاب لا تغلوا) *) الآية نزلت في النسطورية والماريعقوبية والملكانية والمرقوسية وهم نصارى نجران وذلك إن الماريعقوبية قالوا لعيسى: هو الله، وقالت النسطورية: هو ابن الله، وقالت المرقوسية: هو روح الله، فأنزل الله تعالى " * (يا أهل الكتاب) *) يعني يا أهل الإنجيل وهم النصارى " * (لا تغلوا في دينكم) *) أي لا تتشددوا في دينكم فتفتروا علي بالكذب، وأصل الغلو مجاوزة الحد في كل شيء، يقال: غلا بالجارية لحمها وعظمها إذا أسرعت الشباب فجاوزت لداتها يغلو بها غلوا وغلاء.
خالد المخزومي:
خمصانة فلق موشحها رؤد الشباب غلا بها عظم " * (ولا تقولوا على الله إلا الحق) *) لا تقولوا أن لله شركاء أو ابنا، ثم بين حال عيسى وصفته فقال " * (إنما المسيح عيسى ابن مريم) *) وهو الممسوح المطهر من الذنوب والأدناس التي تكون في الناس كما يمسح للشيء من الأذى الذي يكون فيه فيطهر، عيسى ابن مريم لا ابن الله بل رسول الله (وعبده قال: " * (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) *)) رد بهذا على اليهود والنصارى جميعا " * (وكلمته) *) يعني قوله: كن، فكان بشرا من غير أب وذلك قوله تعالى " * (كمثل آدم خلقه من تراب) *) الآية وقيل: هي بشارة الله مريم بعيسى ورسالته إليها على لسان جبرئيل وذلك قوله تعالى " * (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بغلام اسمه المسيح) *) وقال تعالى مصدقا بكلمة من الله " * (ألقاها إلى مريم) *) يعني أعلمها وأخبرها بها كما يقال: ألقيت إليك كلمة حسنة " * (وروح منه) *) الآية.
قال بعضهم: معناه ونفخة منه وذلك أن جبرئيل نفخ في درع مريم فحملت بإذن الله، فقال: " * (وروح منه) *) لأنه بأمره كان المسيح وربما لأنه ريح يخرج من الروح، قال ذو الرمة يصف شرر النار التي تسقط من القداحة
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 » »»