تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٦
الراسخون في العلم؟ فقال: (من برت يمينه، وصدق لسانه واستقام قلبه، وعف بطنه وفرجه، فذلك الراسخ في العلم).
وقال وهيب: سمعت مالك بن أنس يسأل عن تفسير قوله " * (والراسخون في العلم) *) من هم؟ قال: العالم العامل بما علم تبع له.
وقال نافع بن يزيد: كما أن يقال الراسخون في العلم المؤمنون بالله، المتذللون في طلب مرضاته، لا يتعاظمون على من فوقهم، ولا (يحقرون) من دونهم.
وقال بعضهم: " * (الراسخون في العلم) *): من وجد في عمله أربعة أشياء:
التقوى بينه وبين الله تعالى، والتواضع بينه وبين الخلق، والزهد بينه وبين الدنيا، والمجاهدة بينه وبين نفسه.
وقال ابن عباس ومجاهد والسدي بقولهم: (آمنا به) سماهم الله تعالى: الراسخين في العلم؛ فرسوخهم في العلم قولهم: آمنا به أي بالمتشابه " * (كل من عند ربنا) *) المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، ما علمناه وما لم نعلمه.
قال المبرد: زعم بعض الناس أن (عند) ههنا صلة ومعناه كل من ربنا. " * (وما يذكر) *): يتعظ بما في القرآن.
" * (إلا أولو الألباب) *): ذووا العقول ولب كل شيء خالصه (فلذلك قيل للعقل لب).
(* (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب * ربنآ إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد * إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولائك هم وقود النار * كدأب ءال فرعون والذين من قبلهم كذبوا بأياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب * قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * قد كان لكم ءاية في فئتين التقتا فئة تقاتل فى سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشآء إن فى ذالك لعبرة لاولى الابصار * زين للناس حب الشهوات من النسآء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذالك متاع الحيواة الدنيا والله عنده حسن المأب) *) 2 " * (ربنا لا تزغ قلوبنا) *): أي ويقول الراخون كقوله في آخر السورة: " * (ويتفكرون في خلق
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»