تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٦
قال سهل: جعل الكرامات كلها للمتقين من عباده ثم وصفهم فقال: * (لا يسبقونه بالقول) * أي: لا اختيار لهم مع اختياره * (وهم بأمره يعملون) * اتباع السنة في الظاهر، ومراقبة الله في الباطن.
قوله تعالى: * (وهم من خشيته مشفقون) * [الآية: 28]., قال الواسطي رحمة الله عليه: الخوف للجهال، والخشية للعلماء، والرهبة على الأنبياء، وقد ذكر الله الملائكة فقال: * (وهم من خشيته مشفقون) *.
قوله تعالى: * (كل نفس ذائقة الموت) * [الآية: 35].
قال الجنيد رحمة الله عليه: من كان بين فناءين فهو فاني.
وقال: من كانت حياته بنفسه، يكون مماته بذهاب روحه ومن كانت حياته بربه، فإنه ينقل من حياة الطبع إلى حياة الأصل، وهو الحياة على الحقيقة.
قوله عز وجل: * (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) * [الآية: 35].
قال سهل: * (نبلوكم بالشر) * فهو متابعة النفس في الهوى بغير هدى، ' والخير ' العصمة من المعصية، والمعونة على الطاعة. وقيل: * (نبلوكم بالشر) * وهو: الأمراض والمصائب والمحن. ' والخير ' وهو: الأمن والعافية والدعة، وكل هذا فتنة لأنها تشغل عن الحق وتقطع عنه.
قوله تعالى: * (خلق الإنسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون) * [الآية: 37].
قال الواسطي رحمة الله عليه في هذه الآية: قال ذلك إظهارا لعجزهم، وتعريفا لقدرته قال: * (فلا تستعجلون) *.
قال الحسن: زجرهم عما جبلهم عليه.
قوله تعالى: * (بل تأتيهم بغتة فتبهتهم) * [الآية: 40].
قال بعضهم: من يبهته شيء من الكون فهو لمحله عنده وغفلته عن مكونه، ومن كان في قبضة الحق وحضرته لا يبهته شيء لأنه حصل في محل العبيد من منازل القدس.
قوله تعالى: * (قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن) * [الآية: 42].
قال الواسطي رحمة الله عليه: أي من يحفظكم بالليل والنهار من الرحمن، ومن يظهر عليكم ما سبق فيكم. * (بل هم عن ذكر ربهم معرضون) *: أي ذكره إياهم في
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»