تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٣٥٤
* (ولا يعصينك في معروف) * يعني في طاعة الله تعالى فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن النوح وشد شعر وتمزيق الثياب، أو تخلو غريب في حضر، ولا تسافر فوق ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم ونحو ذلك، قالت هند: ما جلسنا في مجلسنا هذا، وفي أنفسنا أن نعصيك في شئ فأقر النسوة بما أخذ عليهن النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله: * (فبائعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور) * لما كان في الشرك * (رحيم) * [آية: 12] فيما بقي.
تفسير سورة الممتحنة من الآية (13) فقط.
قوله: * (يا أيها الذين ءامنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) * يعني اليهود نزلت في عبد الله بن أبي، ومالك بن دخشم كانت اليهود زينوا لهم ترك الإسلام، فكان أناس من فقراء المسلمين يخبرون اليهود عن أخبار المسلمين ليتواصلوا بذلك فيصيبون من ثمارهم وطعامهم، فنهى الله عز وجل عن ذلك.
ثم قال: * (قد يئسوا من الآخرة) * يعني اليهود * (كما يئس الكفار من أصحاب القبور) * [آية: 13] وذلك أن الكافر إذا دخل قبره أتاه ملك شديد الانتهار، فأجلسه، ثم يسأله:
من ربك؟ وما دينك؟ ومن رسولك؟ فيقول: لا أدري، فيقول الملك: أبعدك الله، انظر يا عدو الله إلى منزلك من النار، فينظر إليها، ويدعو بالويل، ويقول له الملك: هذا لك، يا عدو الله، فلو كنت آمنت بريك لدخلت الجنة، ثم فينظر إليها، فيقول: لمن هذا؟ فيقول له الملك: هذا لمن آمن بالله، فيكون حسرة عليه، وينقطع رجاءه منها ويعلم عند ذلك أنه لاحظ له فيها، وييأس من خير الجنة، فذلك قوله لكفار أهل الدنيا الأحياء منهم * (قد يئسوا من) * نعيم * (الآخرة) * كما أيس هذا الكفار من أصحاب القبور عاينوا منازلهم في النار في الآخرة.
* *
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»