تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٣١٨
اللوح المحفوظ عن يمين العرش * (لا يمسه إلا المطهرون) * [آية: 79] لا يمس ذلك الكتاب إلا المظهرون من الذنوب، وهم الملائكة السفرة في سماء الدنيا، ينظر إليه الرب، جل وعز، كل يوم ثم قال هذا القرآن: * (تنزيل من رب العالمين) * [آية: 80] * (أفبهذا الحديث) * يعني القرآن * (أنتم مدهنون) * [آية: 81] يعني تكفرون، مثل قوله: * (ودوا لو تدهن فيدهنون) * [القلم: 9] * (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) * [آية: 82] وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا أحياء من العرب في حر شديد، فغني ما كان عند الناس من الماء، فطمثوا ظمأ شديدا، ونزلوا على غير ماء، فقالوا: يا رسول الله، استسق لنا، قال: فلعل إذا استسقيت فسقيتم تقولون هذا نوء كذا وكذا قالوا: يا رسول الله، قد ذهب وخبر الأنواه، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم وصلى ثم دعا ربه فهاجت الريح وثارت سحابة فلم يلبثوا حتى غشيهم السحاب ركاما فمطروا مطرا جوادا حتى سألت الأودية فشربوا وسقوا وغسلوا ركابهم وملأوا أسقيتهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر على رجل وهو يغرف بقدح من الوادي وهو يقول: هذا نوء كذا وكذا، فكان المطر رزقا من الله فجعلوه للأنواء ولم يشكروا نعمة الله، تعالى، وتجعلون رزقكم يعني المطر بالأنواء أنكم تكذبون، يقول أنا رزقنكم فلا تكذبون وتجعلونه للأنواء.
تفسير سورة الواقعة من الآية (86) إلى الآية (91).
ثم وعظهم فقال: * (فلولا) * يعني فهلا * (إذا بلغت) * هذه النفس * (الحلقوم) * [آية:
83] يعني التراقي * (وأنتم حينئذ تنظرون) * [آية: 84] إلى أمري وسلطاني * (ونحن أقرب إليه منكم) * يعني ملك الموت وحده إذ أتاه ليقبض روحه * (ولكن لا تبصرون) * [آية:
85] ثم قال: * (فلولا) * يعني فهلا * (إن كنتم غير مدينين) * [آية: 86] يعني غير محاسبين، نظيرها في فاتحة الكتاب * (مالك يوم الدين) * [الفاتحة: 1] يعني يوم الحساب، وقال في: * (أرأيت الذين يكذب بالدين) * [الماعون: 1] يعني بالحساب، وقال في الذاريات: * (إن الدين لواقع) * [الآية: 6] يعني الحساب لكائن، وقال أيضا في الصافات: * (أإنا لمدينون) * [الآية: 3] يعني إنا لمحاسبون * (ترجعونها إن كنتم صادقين) * [آية: 87].
* (فأما إن كان) * هذا الميت * (* (من المقربين) * [آية: 88] عند الله في الدرجات
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»