تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥١١
ثم وعظ كفار العرب، فقال سبحانه: * (أم حسب الذين يعملون السيئات) * يعنى الشرك نزلت في بني عبد شمس * (أن يسبقونا) * يعنى أن يفوتونا بأعمالهم السيئة حتى يجزيهم بها في الدنيا، فقتلهم الله عز وجل ببدر منهم شيبة وعتبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة بن ربيعة، وحنظلة بن أبي سفيان بن حرب، وعبيده بن سعد بن العاص بن أمية، وعقبة بن أبي معيط، والعاص بن وائل، ثم قال عز وجل: * (ساء ما يحكمون) * [آية:
4] يعنى ما يقضون، يعنى بني عبد شمس بن عبد مناف.
ثم قال تعالى: * (من كان يرجوا لقاء الله) * يقول: من خشي البعث في الآخرة، فليعمل لذلك اليوم، * (فإن أجل الله لآت) * يعنى يوم القيامة * (وهو السميع العليم) * [آية: 5] لقول بني عبد شمس بن عبد مناف حين قالوا: إنا نعطي في الآخرة ما يعطى المؤمنون، يعنى بالمؤمنين بني هاشم، وبني عبد المطلب بن عبد مناف، العليم به.
نزلت * (من كان يرجوا لقاء الله) * في بني هاشم، وبني عبد المطلب ابني عبد مناف، منهم علي بن أبي طالب، وحمزة، وجعفر، عليهم السلام، وعبيدة بن الحارث، والحصين، والطفيل ابنا الحارث بن المطلب، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، وزيد بن حارثة، وأبو هند، وأبو ليلى مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وأيمن ابن أم أيمن قتيل يوم حنين، رضي الله عنه، ثم قال تعالى: * (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) * يقول: من يعمل الخير فإنما يعمل لنفسه، يقول: إنما أعمالهم لأنفسهم * (إن الله لغني عن العالمين) * [آية: 6] يعنى عن أعمال القبيلتين بني هاشم، وبني عبد المطلب، ابني عبد مناف.
تفسير سورة العنكبوت من الآية: [7 - 11].
ثم قال عز وجل أيضا يعنيهم: * (والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون) * [آية: 7] فيجزيهم بإحسانهم، ولا يجزيهم بمساوئهم، يعنى بني هاشم، وبني المطلب
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»