تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٢٦٩
* (أقم الصلاة لدلوك الشمس) *، يعنى إذا زالت الشمس عن بطن السماء، يعنى عند صلاة الأولى والعصر، * (إلى غسق الليل) *، يعنى ظلمة الليل إذا ذهب الشفق، يعنى صلاة المغرب والعشاء، * (وقرءان الفجر) *، يعنى قرآن صلاة الغداة، * (إن قرءان الفجر كان مشهودا) * [آية: 78]، تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، جميع صلاة الخمس في هذه الآية كلها.
ثم قال عز وجل: * (ومن اليل فتهجد به نافلة لك) *، بعد المغفرة؛ لأنه الله عز وجل قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأجر، فما كان من عمل فهو نافلة، مثل قوله سبحانه:
* (ووهبنا له إسحاق) *، حين سأل الولد، * (ويعقوب نافلة) * [الأنبياء: 72]، يعنى فضلا على مسألته، * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * [آية: 79]، يعنى مقام الشفاعة في أصحاب الأعراف يحمده الخلق كلهم، والعسى من الله عز وجل واجب.
فرجع النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له جبريل، عليه السلام: * (وقل رب أدخلني) * المدينة، * (مدخل صدق) *، يعنى آمنا على رغم أنف اليهود، * (وأخرجني) * من المدينة إلى مكة، * (مخرج صدق) *، يعنى آمنا على رغم أنف كفار مكة ظاهرا عليهم، * (واجعل لي من لدنك) *، يعنى من عندك، * (سلطنا نصيرا) * [آية: 80]، يعنى النصر على أهل مكة، ففعل الله تعالى ذلك به، فافتتحها.
فلما افتتحها رأى ثلاثمائة وستين صنما حول الكعبة، وأساف ونائلة أحدهما عند الركن، والآخر عند الحجر الأسود، وفي يدي النبي صلى الله عليه وسلم قضيب، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضرب رؤوسهم ويقول: * (وقل جاء الحق) *، يعنى الإسلام، * (وزهق البطل) *، يعنى وذهب عبادة الشيطان، يعنى الأوثان، * (إن الباطل) *، يعنى إن عبادة الشيطان، يعنى عبادة الأصنام، * (كان زهوقا) * [آية: 81]، يعنى ذاهبا، مثل قوله سبحانه: * (فإذا هو زاهق) * [الأنبياء: 18]، يعنى ذاهب.
* (ونزل من القرءان ما هو شفاء) * للقلوب، يعنى بيانا للحلال والحرام، * (ورحمة) * من العذاب لمن آمن بالقرآن، قوله سبحانه: * (ورحمة) * * (للمؤمنين ولا يزيد) * القرآن
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»