تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٩
أسفل منكم) *، يعنى على ساحل البحر أصحاب العير أربعين راكبا أقبلوا من الشام إلى مكة، فيهم: أبو سفيان، وعمرو بن العاص، ومخرمة بن نوفل، وعمرو بن هشام، * (ولو تواعدتم) * أنتم والمشركون، * (لاختلفتم في الميعاد ولكن) * الله جمع بينكم وبين عدوكم على غير ميعاد، أنتم ومشركو مكة، * (ليقضى الله أمرا) * في علمه، * (كان مفعولا) *، يقول: أمرا لا بد كائنا؛ ليعز الإسلام وأهله، ويذل الشرك وأهله، * (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى) * (بالإيمان) * (من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم) * [آية: 42].
* (إذ يريكهم الله) * يا محمد في التقديم * (في منامك قليلا) *، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أن العدو قليل قبل أن يلتقوا، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما رأى، فقالوا: رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق والقوم قليل، فلما التقوا ببدر قلل الله المشركين في أعين الناس، لتصديق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: * (ولو أراكهم كثيرا) * حين عاينتموهم * (لفشلتم) *، يعنى لجبنتم وتركتم الصف، * (ولتنازعتم) *، يعنى و اختلفتم، * (في الأمر ولكن الله سلم) *، يقول: أتم المسلمون أمرهم على عدوهم، فهزموهم ببدر، * (إنه) * (الله) * (عليم بذات الصدور) * [آية: 43]، عليم بما في قلوب المؤمنين من أمر عدوهم.
* (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم) * يا معشر المسلمين * (في أعينهم) *، يعنى في أعين المشركين، وذلك حين التقوا ببدر، قلل الله العدو في أعين المؤمنين، وقلل المؤمنين في أعين المشركين ليجترئ بعضهم على بعض في القتال،
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»