تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٣
* (يأيها الذين ءامنوا لا تخونوا الله والرسول) *، يعنى أبا لبابة، وفيه نزلت هذه الآية، نظيرها في المتحرم * (وتخونوا) * [التحريم: 10] يعنى فخالفتاهما في الدين، ولم يكن في الفرج، واسمه مروان بن عبد المنذر الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة، فسألوا الصلح على مثل صلح أهل النصير، على أن يسيروا إلى إخواتهم إلى أذرعات وأريحا في أرض الشام، وأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا إلا على الحكم، فأبوا، وقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة، وكان مناصحهم، وهو حليف لهم، فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فلما أتاهم، قالوا: يا أبا لبابة، أتنزل على حكم محمد صلى الله عليه وسلم؟ فأشار أبا لبابة بيده إلى حلقه إنه الذبح، فلا تنزلوا على الحكم، فأطاعوه، وكان أبو لبابة وولده مهم، فغش المسلمين وخان، فنزلت في أبي لبابة: * (يأيها الذين ءامنوا لا تخونوا الله والرسول) * * (وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) * [آية: 27] أنها الخيانة.
ثم حذرهم، فقال: * (واعلموا أنما أمولكم وأولادكم فتنة) *، يعنى بلاء؛ لأنه ما نصحهم إلا من أجل ماله وولده؛ لأنه كان في أيديهم، * (وأن الله عنده أجر) *، يعنى جزاء * (عظيم) * [آية: 28]، يعنى الجنة.
* (يأيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله) *، فلا تعصوه، * (يجعل لكم فرقانا) *، يعنى مخرجا من الشبهات، * (ويكفر عنكم سيئاتكم) *، يعنى ويمحو عنكم خطاياكم، * (ويغفر لكم) *)، يقول: ويتجاوز عنكم، * (والله ذو الفضل العظيم) * [آية: 29].
* (وإذ يمكر بك الذين كفروا) *، وذلك أن نفرا من قريش، منهم: أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وهشام بن عمرو، وأبو البحتري بن هشام، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعيينة بن حصن الفزاري، والوليد بن المغيرة، والنضر بن الحارث، وأبي بن خلف، اجتمعوا في دار الندوة بمكة يوم، وهو يوم السبت ليمكروا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأتاهم
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»