تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٩١
آمنوا ربهم، ثم قال سبحانه: * (والذين ءامنوا أشد حبا لله) * منهم لآلهتهم، ثم أخبر عنهم، فقال: * (ولو يرى) * محمد يوم القيامة * (الذين ظلموا) *، يعني مشركي العرب ستراهم يا محمد في الآخرة * (إذ يرون العذاب) فيعلمون حينئذ * (أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب) * [آية: 165]، ثم أخبر سبحانه عنهم، فقال: * (إذ تبرأ الذين اتبعوا) *، يعني القادة، * (من الذين اتبعوا) *، يعني الأتباع، * (ورأوا العذاب) *، يعني القادة والأتباع، * (وتقطعت بهم الأسباب) * [آية: 166]، يعني المنازل والأرحام التي كانوا يجتمعون عليها من معاصي الله، ويتحابون عليها في غير عبادة الله، انقطع عنهم ذلك وندموا.
* (وقال الذين اتبعوا) *، أي الأتباع: * (لو أن لنا كرة) *، يعني رجعة إلى الدنيا، * (فنتبرأ منهم) * من القادة، * (كما تبرءوا منا) * في الآخرة، وذلك قوله سبحانه:
* (ثم يوم القيامة يكفر) *، يعني يتبرأ * (بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا)، * (كذلك) * يقول: هكذا * (يريهم الله أعمالهم) *، يعني القادة والأتباع * (حاسرات عليهم) *، يعني ندامة، * (وما هم بخارجين من النار) * [آية: 167].
تفسير سورة البقرة من آية [168 - 171] * (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا) *، يعني مما حرموا من الحرث والأنعام، نزلت في ثقيف، وفي بني عامر بن صعصعة، وخزاعة، وبني مدلج، وعامر والحارث ابني عبد مناة، ثم قال سبحانه: * (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) *، يعني تزيين الشيطان في تحريم الحرث والأنعام، * (إنه لكم عدو مبين) * [آية: 168]، يعني بين، * (إنما يأمركم بالسوء) *، يعني بالإثم، * (والفحشاء) *، يعني وبالمعاصي؛ لأنه لكم عدو مبين، * (وأن تقولوا على الله) * بأنه حرم عليكم * (ما لا تعلمون) * [آية: 169] أنتم أنه حرمه.
ثم أخبر عنهم، فقال: * (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله) * من القرآن في تحليل ما
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»