تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٢٢٩
* (واعبدوا الله) *، يعني وحدوا الله، * (ولا تشركوا به شيئا) *؛ لأن أهل الكتاب يعبدون الله في غير إخلاص، فلذلك قال الله: * (ولا تشركوا به شيئا) * من خلقه، * (وبالوالدين إحسانا) *، يعني برا بهما، * (وبذي القربى) * والإحسان إلى ذي القربى، يعني صلته، * (و) * الإحسان إلى * (واليتامى والمساكين) * أن تتصدقوا عليهم، والإحسان إلى * (والجار ذي القربى) *، يعني جارا بينك وبينه قرابة، * (والجار الجنب) *، يعني من قوم آخرين، * (والصاحب بالجنب) *، يقول: الرفيق في السفر والحضر، * (وابن السبيل) *، يعني الضيف ينزل عليك أن تحسن إليه، * (و) * إلى * (وما ملكت أيمانكم) * من الخدم وغيره، وعن علي وعبد الله، قالا: * (والصاحب بالجنب) * المرأة، فأمر الله عز وجل بالإحسان إلى هؤلاء، * (إن الله لا يحب من كان مختالا) *، يعني بطرا مرحا * (فخورا) * [آية: 36] في نعم الله، لا يأخذ ما أعطاه الله عز وجل فيشكر.
* (الذين يبخلون) *، يعني رؤوس اليهود، * (ويأمرون الناس بالبخل) *، وذلك أن رؤوس اليهود كعب بن الأشرف وغيره، كانوا يأمرون سفلة اليهود بكتمان أمر محمد صلى الله عليه وسلم خشية أن يظهروه ويبينوه، ومحوه من التوراة، * (ويكتمون ما آتاهم الله) * عز وجل، يعني ما أعطاهم * (من فضله) * في التوراة من أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونعته، ثم أخبر عما لهم في الآخرة، فقال: * (وأعتدنا) * يا محمد * (للكافرين) *، يعني لليهود، * (عذابا مهينا) * [آية: 37]، يعني الهوان.
ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه: * (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس) *، يعني اليهود، * (ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) *، يقول: لا يصدقون بالله أنه واحد لا شريك له، ولا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال بأنه كائن، * (ومن يكن الشيطان له قرينا) *، يعني صاحبا، * (فساء قرينا) * [آية: 38]، يعني فبئس الصاحب، ثم قال عز وجل: * (وماذا عليهم) *، يعني وما كان عليهم * (لو آمنوا بالله واليوم الآخر) *، يعني بالبعث، * (وأنفقوا مما رزقهم الله) * من الأموال في الإيمان ومعرفته، * (وكان الله بهم عليما) * [آية: 39] أنهم لن يؤمنوا.
تفسير سورة النساء من آية [40 - 42]
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»