الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ١٦٦
لسانهم في الآية (31) من سورة الأنفال: قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا.
والملاحظ على مستكبري يومنا توسلهم بنفس تلك التهم الباطلة هروبا من الحق وإضلالا للآخرين، ووصلت بهم الحماقة لأن يعتبروا منشأ الدين من الجهل البشري، وما الآراء الدينية إلا أساطير وخرافات! حتى أنهم أثبتوا ذلك في كتب (علم الاجتماع ودونوه بصياغة (علمية) كما يدعون).
أما لو نفذنا في أعماق تفكيرهم لوجدنا صورة أخرى: فهم لم يحاربوا الأديان والمذاهب الخرافية المجعولة أبدا، فهم مؤسسوها والداعون لنشرها، إنما محاربتهم للأصالة والدين الحق الذي يوقظ الفكر الإنساني ويحطم الأغلال الاستعمارية ويقطع دابر المنحرفين عن جادة الصواب.
إنهم يرون عدم انسجام دعوة الدين إلى الأخلاق الحميدة، لأنها تعارض أهواءهم الطائشة ورغباتهم غير المشروعة.
لذلك يجدون في دعوة الحق مانعا أمام ما يطمحون الحصول عليه، ونراهم يستعملون مختلف الأساليب لتوهين هذا الدين القيم وإسقاطه من أنظار الآخرين كي تخلو الساحة لهم ليفعلوا ما يشاؤون.
ومن المؤسف أن طرح بعض الخرافات والأفكار الخاطئة في قالب ديني من قبل الجهلة، كان بمثابة العامل المساعد في تجري هؤلاء ودفعهم لإلصاق تهمة الخرافات بالدين. ولابد للمؤمنين الواعين أمام هذه الحال من الوقوف بكل صلابة أمام الخرافات ليبطلوا هذا السلاح في أيدي أعدائهم ويذكروا هذه الحقيقة في كل مكان وأن هذه الخرافات لا ترتبط بالدين الحق أبدا ولا ينبغي للداعية المخلص أن يجعل الخرافات ذريعة لأعداء الدين في محاربته ومحاربتنا، لأن عملية انسجام التعليمات الربانية مع العقل بحد من المتانة والوضوح لا يفسح أي مجال لأن توجه إليه هكذا أباطيل.
توضح الآية الأخرى أعمالهم بالقول: ليحملوا أوزارهم كاملة يوم
(١٦٦)
مفاتيح البحث: سورة الأنفال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»