تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٤٢
يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم * (35) * في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * (36) * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار * (37) * ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب * (38) * والذين كفروا أعمالهم كسراب) * بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب * (39) * أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمت بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور * (40) * ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صفت كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم) * بما يفعلون * (41) * ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير * (42) * ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه
____________________
(وموعظة للمتقين) خصوا بها لأنهم المنتفعون بها وقيل الآيات القرآن (الله نور السماوات والأرض) أي ذو نورهما أو منورهما بالنيرات أو بالملائكة والأنبياء أو مدبرهما أو هادي أهلها (مثل نوره) صفته العجيبة (كمشكاة) هي كوة غير نافذة (فيها مصباح) سراج وقيل المشكاة أنبوبة القنديل والمصباح الفتيلة المتقدة (المصباح في زجاجة (1)) في قنديل زجاج (الزجاجة كأنها كوكب دري (2)) تضئ كالزهرة في تلألؤه (يوقد من شجرة مباركة) كثيرة المنافع (زيتونة) بد من شجرة (لا شرقية ولا غربية) أي لا تصيبها الشمس بشروقها أو غروبها فقط بل تصيبها كل النهار فإن زيتها أصفى أو منبتها الشام وسط العمارة لا شرقها وغربها فزيتونه أجود أو لا في مضحى الشمس دائما فتحرقها ولا في مقناة لا يصيبها فلا ينضج (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار) لفرط صفائه (نور على نور) متضاعف حيث انضم إلى نور المصباح صفاء الزيت والزجاجة وجمع النور، قيل المشكاة صدر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والزجاجة قلبه والمصباح النبوة والشجرة المباركة شجرة النبوة وهي لا غربية ولا نصرانية قبلتها المشرق ولا يهودية قبلتها المغرب تكاد محاسن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يظهر قبل أن يوحى إبراهيم لا شرقية إليه (*) وعن الرضا (عليه السلام) نحن المشكاة فيها المصباح محمد يهدي الله لولايتنا من أحب وقيل المصباح القرآن والزجاجة قلب المؤمن والمشكاة فمه والشجرة الوحي تكاد حجج القرآن تتضح وإن لم يقرأ نور تزاد به سائر الحجج نورا على نور (يهدي الله لنوره) يوفق لدينه بلطفه (من يشاء) ممن يعلمه أهل اللطف (ويضرب الله الأمثال للناس) تنبيها لهم تقريبا إلى أفهامهم (والله بكل شئ عليم) يضع الأشياء مواضعها (في بيوت (3)) متعلق بقوله كمشكاة أو بيوقد مبالغة في عظم الممثل به إذ قناديل المسجد أعظم أو ب‍ " يسبح " الآتي وتكرير فيها للتأكيد وعنه (عليه السلام) هي بيوت الأنبياء (أذن الله أن ترفع) أمر بتعظيمها أو بنائها (ويذكر فيها اسمه) يتلى فيها كتابه أو عام في كل ذكر (يسبح (4) له فيها بالغدو والآصال) يصلي (رجال) فاعل يسبح بالكسر وقرئ بالبناء للمفعول ورجال فاعل لمقدر دل عليه (لا تلهيهم) لا تشغلهم (تجارة ولا بيع) خص بعد التجارة الشاملة له وللشراء لأنه أدخل في الإلهاء لأن الربح فيه يقين وفي الشراء مظنون أو أريد بالتجارة الشراء تسمية النوع باسم الجنس (عن ذكر الله وإقام الصلاة) والإضافة عوض الهاء المعوضة عن واو إقوام (وإيتاء الزكاة) المفروضة وخلاص الطاعة له (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) تضطرب من الهول أو تتغير أحوالها فتتيقن القلوب بعد الشك وتبصر الأبصار بعد العمى وهو يوم القيامة (ليجزيهم الله) متعلق ب يسبح (أحسن ما عملوا) أحسن جزائه (ويزيدهم) على ذلك (من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) تفضلا إذ الثواب له حساب لأنه

(1) زجاجة: بكسر الجيم الثانية.
(2) درى: بكسر الدال. توقد: بفتح التاء والواو وتشديد القاف بالفتح وفتح الدال. درى:
بضم الدال. توقد: بفتح التاء والواو وتشديد القاف بالفتح وفتح الدال. درى. بكسر الدال والراء بعدها ياء وهمزة مضمومة منونة نوقد. درى " بضم الياء منونة بالتخفيف " توقد.
(3) بيوت: بكسر أوله.
(4) يسبح: بتشديد الياء بالفتح. [*] كذا بالأصل.
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»