تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٠٧
وما تلك بيمينك يا موسى * (17) * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولى فيها مآرب أخرى * (18) * قال ألقها يا موسى * (19) * فألقاها فإذا هي حية تسعى * (20) * قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى * (21) * واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى * (22) * لنريك من آياتنا الكبرى * (23) * اذهب إلى فرعون إنه طغى * (24) * قال رب اشرح لي صدري * (25) * ويسر لي أمري * (26) * واحلل عقدة من لساني * (27) * يفقهوا قولي * (28) * واجعل لي وزيرا من أهلي * (29) * هارون أخي * (30) * اشدد به أزرى * (31) * وأشركه في أمري * (32) * كي نسبحك كثيرا * (33) * ونذكرك كثيرا * (34) * إنك كنت بنا بصيرا * (35) * قال قد أوتيت سؤلك يا موسى * (36) * ولقد مننا عليك مرة أخرى * (37) * إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى * (38) * أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عيني * (39) * إذ تمشى أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتنك فتونا فلبثت سنين
____________________
بغتة أو أكاد أظهرها من أخفاه أزال خفاءه (لتجزى كل نفس بما تسعى) متعلق بآتية أو أخفيها. (فلا يصدنك عنها) عن الإيمان بالساعة أو عن الصلاة (من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى) فتهلك (وما تلك) سؤال تقرير ليقع المعجز بها بعد التثبت فيها (بيمينك) حال معنى تلك أو صلتها (يا موسى قال هي عصاي أتوكأ) أعتمد (عليها) إذا مشيت أو أثبت (وأهش) أخبط ورق الشجر (بها) ليسقط (على غنمي) فترعاه (ولي (1) فيها مآرب) جمع مأربة مثلث الراء أي حاجات (أخرى) كحمل الزاد والأدوات في السفر بها وإلقاء الكساء عليها للاستظلال به ووصل الرشاء بها إذا قصر وطرد السباع بها (قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى) اسم يعم الصغير وهو الجان والعظيم وهو الثعبان، قيل صارت حية صفراء دقيقة ثم كبرت فالتعبير عنها بالجان والثعبان نظرا إلى الحالين، وقيل كانت في شخص الثعبان وسرعة الجان (قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى) حالتها السابقة (واضمم يدك إلى جناحك) تحت العضد (تخرج بيضاء) تضئ كشعاع الشمس على خلاف لونها من الأدمة (من غير سوء) مرض وقبح كناية عن البرص (آية أخرى) معجزة ثانية (لنريك من آياتنا الكبرى اذهب إلى فرعون) وادعه إلى (إنه طغى) تجبر في كفره (قال رب اشرح لي صدري) وسعه لتحمل أعباء الرسالة وذكر لي إبهاما للمشروح أولا ثم بينه يذكر الصدر تأكيدا (ويسر لي أمري) للقيام بهذا الخطب العظيم (واحلل عقدة من لساني) حصلت من جمرة أدخلها فاه وهو طفل لما أمر فرعون بقتله لأنه حمله فأخذ لحيته فشقها فقالت آسية إنه صبي لا يميز بين الدرة والجمرة فأحضرتا لديه فأخذ الجمرة ووضعها في فمه (يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) يعاضدني في التبليغ وكان أسن منه وأفصح وألين (اشدد (2) به أزرى) ظهري على الدعاء (وأشركه (3) في أمري) أي الرسالة (كي نسبحك) تسبيحا (كثيرا ونذكرك) ذكرا (كثيرا) فإن التعاون يتزايد به الخير (إنك كنت بنا بصيرا) بأحوالنا عالما فإليك فوضنا أمرنا (قال قد أوتيت سؤلك يا موسى) أي مسئولك (ولقد مننا) أنعمنا (عليك مرة أخرى إذ أوحينا إلى أمك) إلهاما أو مناما أو على لسان ملك أو نبي في عصره لما ولدتك وخافت أن يقتلك فرعون في جملة من يولد (ما يوحى) ما يجب أن يوحى لعظم شأنه أو ما لا يعلم إلا بالوحي (أن اقذفيه) ضعيه (في التابوت فاقذفيه في اليم) البحر يعني النيل (فليلقه اليم بالساحل) أي بشاطئه أمر معناه الخبر (يأخذه) جواب فليلقه (عدو لي) في الحال (وعدو له) في المال وهو فرعون وكرر عدو مبالغة (وألقيت عليك محبة مني) يحبك من رآك حتى أحبك فرعون (ولتصنع على عيني) تربي وأنا راعيك وحافظك (إذ تمشي أختك) مريم لتعرف خبرك فرأتهم يطلبون له مرضعة (فتقول هل أدلكم على من يكفله) فقالوا نعم فجاءت بأمه فقبل ثديها (فرجعناك إلى أمك) لما وعدنا إنا رادوه إليك (كي تقر عينها) برؤيتك (ولا تحزن) بفراقك (وقتلت نفسا)

(1) ولى: بسكون الياء.
(2) أشدد: بهمزة مفتوحة مقطوعة. (أ) أشركه: بضم أوله.
(٣٠٧)
مفاتيح البحث: القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»