تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢١٤
عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم * (118) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين * (119) * ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صلح إن الله لا يضيع أجر المحسنين * (120) * ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون * (121) *، وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون * (122) * يا أيها الذين آمنوا قتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين * (123) * وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * (124) * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا
____________________
عليهم (1) أنفسهم) غار (2) وحشة (وظنوا) أيقنوا (أن) المخففة (لا ملجأ من الله) من عقابه (إلا إليه ثم تاب عليهم) وفقهم للتوبة (ليتوبوا) أو قبل توبتهم ليثبتوا على التوبة (إن الله هو التواب) كثير التوبة (الرحيم) بعبادة (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) في معاصيه (وكونوا مع الصادقين) في الإيمان والقول والعمل، وعن ابن عباس مع علي وأصحابه، وعنهم (عليهم السلام) مع آل محمد (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الإعراب أن يتخلفوا عن رسول الله) إذا غزا، نفي معناه النهي (ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) بأن يطلبوا لها الدعة وهو يكابد المشاق (ذلك) النهي عن التخلف (بأنهم) بسبب أنهم (لا يصيبهم ظمأ) عطش (ولا نصب) تعب (ولا مخمصة) جوع (في سبيل الله ولا يطئون موطئا بغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا) قتلا أو قهرا (إلا كتب لهم به عمل صالح) يستحقون عليه الثواب (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) أي أجرهم، وفيه حث على الجهاد وأعمال الخير (ولا ينفقون) في سبيل الله (نفقة صغيرة) قليلة (ولا كبيرة) كثيرة (ولا يقطعون واديا) بسيرهم (إلا كتب) أثبت ذلك (لهم ليجزيهم الله) به (أحسن ما كانوا يعملون) جزاء أحسنه (وما كان المؤمنون (3) لينفروا كافة) ما ساغ لهم أن ينفروا جميعا عن بلد إنهم لغزو أو طلب علم (فلولا) فهلا (نفر من كل فرقة) قبيلة (منهم طائفة) جماعة وبقيت جماعة أخرى (ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم (4) لعلهم يحذرون) ما ينذرونه أمرهم الله أن ينفروا إلى رسوله ويختلفوا إليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلمونهم، وقيل بل أمر طائفة أن ينفروا للغزو ويقيم طائفة مع النبي للتفقه وإنذار النافرة وتعليمها بعد رجوعهم (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) أي الأقرب منهم فالأقرب دارا ونسبا (وليجدوا فيكم غلظة) شدة أي اغلظوا عليهم (واعلموا أن الله مع المتقين) بعونه ونصره (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم) فمن المنافقين (من يقول) لباقيهم استهزاء (أيكم زادته هذه) السورة (إيمانا) تصديقا (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا) بانضمام تصديقهم بها إلى إيمانهم (وهم يستبشرون) فرحا بها (وأما الذين في قلوبهم مرض) شك (فزادتهم رجسا...

(1) عليهم: بضم الهاء.
(2) فرط - ظ.
(3) المؤمنون.
(4) إليهم: بضم الهاء.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»