تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٤٦
فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلغ المبين * (92) * ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين * (93) * يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم * (94) * يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بلغ الكعبة أو كفرة طعام مسكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام * (95) * أحل لكم صيد البحر وطعامه متعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون * (96) *، جعل الله الكعبة البيت الحرام قيما للناس والشهر الحرام والهدى والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شئ عليم * (97) * اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم * (98) * ما على الرسول إلا البلغ
____________________
والأزلام وجعلهما من عمل الشيطان والأمر باجتنابهما وجعله من الفلاح وبيان مفاسدهما في الدنيا والدين (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) لما يحصل فيهما من الشرور والفتن (ويصدكم) بالاشتغال بهما (عن ذكر الله وعن الصلاة) وإنما خص الخمر والميسر بإعادة الذكر تنبيها على أنهما المقصودان بالبيان وأن الأنصاب والأزلام مذكوران بالتبع للدلالة على أنهما مثلهما وأفرد الصلاة بالذكر مع أن الذكر يعمها للإشعار بتعظيمها وبأنها عماد الدين وبأن الصاد عنها كالصاد عن الإيمان (فهل أنتم منتهون) عنهما بعد بيان ما فيهما من الصوارف وهو أبلغ من فانتهوا (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) عصيانهما (فإن توليتم) عن الطاعة (فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) لا يضره توليكم وإنما يضركم (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) من الحلال والمستلذات (إذا ما اتقوا) المحرم (وآمنوا وعملوا الصالحات) وثبتوا على الإيمان والعمل الصالح (ثم اتقوا وآمنوا) ثبتوا على التقوى والإيمان (ثم اتقوا) ثبتوا على اتقاء المعاصي (وأحسنوا) عملهم قيل لما نزل تحريم الخمر قالت الصحابة للنبي كيف إخواننا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فنزلت. وقيل في الذين تعاهدوا على ترك الطيبات (والله يحب المحسنين) يثيبهم ويكرمهم (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله) في حال إحرامكم (بشئ من الصيد تناله أيديكم) كالبيض والفراخ (ورماحكم) هو كبار الصيد (ليعلم الله من يخافه بالغيب) ليتميز من يخاف عقابه غائبا في الآخرة فيتجنب الصيد ممن لا يخافه فيقدم عليه (فمن اعتدى) فصاد (بعد ذلك) الابتلاء (فله عذاب أليم) مر في إبهامه تشديدا لحال الصيد (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد) المحلل وبعض المحرم كالثعلب والأرنب والضب واليربوع والقنفذ والقمل (وأنتم حرم) جمع حرام بمعنى محرم (ومن قتله منكم متعمدا) ذاكرا للإحرام والحرمة ومثله الناسي والمخطئ، ذكر المتعمد لنزولها فيه وهو أبو البشر قتل حمار وحش برمحه محرما (فجزاء (1) مثل ما قتل) أي فعليه جزاء مماثل ما قتله (من النعم) صفة للجزاء أو تفسير المثل (يحكم به) أي بمثل ما قتل (ذوا عدل منكم) مسلمان عادلان فقيهان يعرفان المماثل في الخلقة وقرأ الباقر والصادق ذو عدل وفسراه بالإمام (هديا) حال من الهاء في به أو من جزاء (بالغ الكعبة) صفة هديا أو إضافة لفظية، قيل بلوغه الكعبة: ذبحه في الحرم والتصدق به، وعندنا ذبحه بفناء الكعبة في الجزورة والتصدق به فيها للمعتمر وبمنى كذلك للحاج (أو كفارة (2)) عطف على جزاء (طعام (3) مساكين) عطف بيان أو خبر محذوف أي يكفر بإطعام مساكين ما يساوي قيمة الهدي (أو عدل) أو مساوي (ذلك) الطعام (صياما) تمييز عدل فيصوم عن طعام كل مسكين يوما (ليذوق وبال أمره) أي فعليه كذا ليذوق ثقل جزاء فعله (عفا الله عما سلف) من قتل الصيد محرما أول مرة

(1) فجزاء: بالضم للهمزة من غير تنوين.
(2) أو كفارة: بضم التاء المربوطة بدون تنوين.
(3) طعام: بكسر الميم.
(١٤٦)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الصيد (4)، الطعام (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»