تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٠ - الصفحة ٣٨٠
فموسى عليه السلام مرسل مع آيات وسلطان مبين، وظاهر أن المراد بهذه الآيات الأمور الخارقة التي كانت تجرى على يده، ويدل على ذلك سياق قصصه عليه السلام في القرآن الكريم.
وأما السلطان وهو البرهان والحجة القاطعة التي يتسلط على العقول والافهام فيعم الآية المعجزة والحجة العقلية، وعلى تقدير كونه بهذا المعنى يكون عطفه على الآيات من قبيل عطف العام على الخاص.
و ليس من البعيد أن يكون المراد بارساله بسلطان مبين ان الله سبحانه سلطه على الأوضاع الجارية بينه وبين آل فرعون ذاك الجبار الطاغي الذي ما ابتلى بمثله أحد من الرسل غير موسى عليه السلام لكن الله تعالى أظهر موسى عليه حتى أغرقه و جنوده ونجى بني إسرائيل بيده، ويشعر بهذا المعنى قوله: (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى) طه: 46، وقوله لموسى عليه السلام: (لا تخف إنك أنت الاعلى) طه: 68.
وفي هذه الآية ونظائرها دلالة واضحة على أن رسالة موسى عليه السلام ما كانت تختص بقومه من بني إسرائيل بل كانت تعمهم وغيرهم.
قوله تعالى: (إلى فرعون وملاه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد) نسبة رسالته إلى فرعون وملاه - والملا هم أشراف القوم وعظماؤهم الذين يملؤن القلوب هيبة - دون جميع قومه لعلها للإشارة إلى أن عامتهم لم يكونوا إلا أتباعا لا رأى لهم إلا ما رآه لهم عظماؤهم.
وقوله: (فاتبعوا أمر فرعون) الخ، الظاهر أن المراد بالامر ما هو الأعم من القول والفعل كما حكى الله عن فرعون في قوله: (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) المؤمن: 29، فينطبق على السنة والطريقة التي كان يتخذها ويأمر بها. وكأن الآية محاذاة لقول فرعون هذا فكذبه الله تعالى بقوله: (وما أمر فرعون برشيد).
والرشيد فعيل من الرشد خلاف الغى أي وما أمر فرعون بذى رشد حتى يهدى إلى الحق بل كان ذا غي وجهالة، وقيل: الرشيد بمعنى المرشد.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة يونس 5
2 سورة هود 134
3 (25 - 35) كلام في قدرة الأنبياء والأولياء (بحث فلسفي قرآني) 210
4 (36 - 49) أبحاث حول قصة نوح في فصول (بحث قرآني روائي) 247
5 1 - الإشارة إلى قصته (بحث تاريخي فلسفي) 247
6 2 - قصته عليه السلام في القرآن: 248
7 بعثه وإرساله، دينه وشريعته 248
8 لبثه في قومه، صنعه الفلك 249
9 نزول العذاب ومجئ الطوفان 250
10 قضاء الأمر ونزوله ومن معه إلى الأرض 250
11 قصة ابن نوح الغريق 250
12 3 - خصائص نوح عليه السلام 251
13 4 - قصته في التوراة الحاضرة 252
14 5 - ما جاء في أمر الطوفان في أخبار الأمم وأساطيرهم 257
15 6 - هل كانت نبوته عامة للبشر؟ 259
16 7 - هل الطوفان كان عاما لجميع الأرض؟ 264
17 بحث جيلوجي ملحق بهذا الفصل في فصول 1 - الأراضي الرسوبية 266
18 2 - الطبقات الرسوبية أحدث القشور والطبقات الجيلوجية 267
19 3 - انبساط البحار واتساعها 268
20 4 - العوامل المؤثرة في ازدياد المياه وغزارة عملها في عهد الطوفان 269
21 5 - نتيجة البحث 270
22 6 - عمره عليه السلام الطويل 270
23 7 - أين هو جبل الجودي؟ 271
24 8 - شبهة وجوابها 271
25 (36 - 49) كلام في عبادة الأصنام وفيه فصول (بحث قرآني روائي) 1 - الانسان واطمئنانه إلى الحس (تاريخي فلسفي) 272
26 2 - الإقبال إلى الله بالعبادة 274
27 3 - كيف نشأت الوثنية؟ 275
28 4 - اتخاذ الأصنام لأرباب الأنواع وغيرهم 277
29 5 - الوثنية الصابئة 278
30 6 - الوثنية البرهمية؟ 279
31 7 - الوثنية البوذية 283
32 8 - وثنية العرب 285
33 9 - دفاع الاسلام عن التوحيد ومنازلته الوثنية 287
34 10 - بناء سيرة النبي على التوحيد ونفي الشركاء 290
35 كلام آخر ملحق بالكلام السابق في فصول 290
36 1 - التناسخ عند الوثنيين 290
37 2 - سريان هذه المحاذير إلى سائر الأديان 293
38 3 - إصلاح الاسلام لهذه المفاسد 294
39 4 - إشكال الاستشفاع والتبرك في الاسلام 295
40 كلام في قصة هود (بحث تاريخي قرآني) 307
41 1 - عاد قوم هود 307
42 2 - شخصية هود المعنوية 308
43 كلام في قصة صالح في فصول (بحث تاريخي قرآني) 317
44 1 - ثمود قوم صالح عليه السلام 2 - بعثة صالح 317
45 3 - شخصية صالح 318
46 كلام في قصة البشرى (بحث قرآني) 332
47 كلام في قصة لوط وقومه في فصول: (بحث قرآني تاريخي) 352
48 1 - قصته وقصة قومه في القرآن 352
49 2 - عاقبة أمرهم 353
50 3 - شخصية لوط المعنوية 4 - لوط وقومه في التوراة 354
51 (82 - 95) كلام في معنى حرية الانسان في عمله 370
52 (82 - 95) كلام في قصة شعيب وقومه في القرآن في فصول: (بحث قرآني تاريخي) 377
53 1 - قصته عليه السلام 377
54 2 - شخصيته المعنوية 3 - ذكره في التوراة 378