تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ١٧
قال: وأما قوله: " فمن ثقلت موازينه وخفت موازينه " فإنما يعني الحسنات توزن الحسنات والسيئات فالحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان.
أقول: وتأييده ما تقدم ظاهر فإنه يأخذ المقياس هو الحسنة وهي لا محالة واحدة يمكن أن يقاس بها غيرها، وليست إلا حق العمل.
وفي المعاني بإسناده عن المنقري عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا " قال:
هم الأنبياء والأوصياء.
أقول: ورواه في الكافي عن أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمداني رفعه إليه عليه السلام، ومعنى الحديث ظاهر بما قدمناه فإن المقياس هو حق العمل والاعتقاد، وهو الذي عندهم عليهم السلام.
وفي الكافي بإسناده عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين عليه السلام فيما كان يعظ به قال: ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب فقال عز وجل: " ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين " فإن قلتم أيها الناس إن الله عز وجل إنما عني بها أهل الشرك فكيف ذلك؟ وهو يقول: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كانت مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين فاعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين وإنما يحشرون إلى جهنم زمرا، وإنما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الاسلام، الخبر.
أقول: يشير عليه السلام إلى قوله تعالى: " فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " الآية.
وفي تفسير القمي: في قوله: " والوزن يومئذ الحق " الآية قال عليه السلام: المجازاة بالاعمال إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا.
أقول: وهو تفسير بالنتيجة.
وفيه: في قوله تعالى: " بما كانوا بآياتنا يظلمون " قال عليه السلام: بالأئمة يجحدون.
أقول: وهو من قبيل ذكر بعض المصاديق وفي المعاني المتقدمة روايات أخر.
* * *
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست