تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٧
وقوله بما كنتم حيث اشتمل على الماضي الدال على التحقق لا يخلو عن دلالة ما على أن الكلام في الآية مسوق للتعريض بالنصارى من أهل الكتاب في قولهم أن عيسى أخبرهم بأنه ابنه وكلمته على الخلاف في تفسير البنوة وذلك أن بني إسرائيل هم الذين كان في أيديهم كتاب سماوي يعلمونه ويدرسونه وقد اختلفوا فيه اختلافا يصاحب التغيير والتحريف وما بعث عيسى عليه السلام إلا ليبين لهم بعض ما اختلفوا فيه وليحل بعض الذي حرم عليهم وبالجملة ليدعوهم إلى القيام بالواجب من وظائف التعليم والتدريس وهو أن يكونوا ربانيين في تعليمهم ودراستهم كتاب الله سبحانه.
والآية وإن لم تأب الانطباق على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجه فقد كانت لدعوته أيضا مساس بأهل الكتاب الذين كانوا يعلمون ويدرسون كتاب الله لكن عيسى عليه السلام أسبق انطباقا عليه وكانت رسالته خاصة ببني إسرائيل بخلاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما سائر الأنبياء العظام من اولي العزم والكتاب كنوح وإبراهيم وموسى فمضمون الآية لا ينطبق عليهم وهو ظاهر.
قوله تعالى أو يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا عطف على قوله يقول على القراءة المشهورة التي هي نصب يأمركم وهذا كما كان طائفة من أهل الكتاب كالصابئين يعبدون الملائكة ويسندون ذلك إلى الدعوة الدينية وكعرب الجاهلية حيث كانوا يقولون إن الملائكة بنات الله وهم يدعون أنهم على دين إبراهيم عليه السلام هذا في إتخاذ الملائكة أربابا.
وأما إتخاذ النبيين أربابا فكقول اليهود عزير ابن الله على ما حكاه القرآن ولم يجوز لهم موسى عليه السلام ذلك ولا وقع في التوراة إلا توحيد الرب ولو جوز لهم ذلك لكان أمرا به حاشاه من ذلك.
وقد اختلفت الآيتان أعني قوله ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله وقوله أو يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا من جهتين في سياقهما الأولى أن المأمور في الأولى ثم يقول للناس الناس وفي الثانية هم المخاطبون بالآية والثانية أن المأمور به في الأولى العبودية له وفي الثانية الاتخاذ أربابا.
أما الأولى فحيث كان الكلام مسوقا للتعريض بالنصارى في عبادتهم لعيسى
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (1 - 6) كلام في معنى العذاب في القرآن. (بحث قرآني) 10
2 (7 - 9) كلام تفصيلي في المحكم والمتشابه والتأويل في عدة فصول. (بحث قرآني) 31
3 (7 - 9) 1 - المحكم والمتشابه (بحث قرآني) 32
4 (7 - 9) 2 - ما معنى كون المحكمات أم الكتاب؟ (بحث قرآني) 43
5 (7 - 9) 3 - ما معنى التأويل؟ (بحث قرآني) 44
6 (7 - 9) 4 - هل يعلم تأويل القرآن غير الله سبحانه؟ (بحث قرآني) 49
7 (7 - 9) 5 - ما هو السبب في اشتمال الكتاب على المتشابه (بحث قرآني) 56
8 (7 - 9) نتائج هذه الأبحاث وهي عشرة (بحث قرآني) 63
9 (7 - 9) في المراد من تفسير القرآن بالرأي وما هو حق التفسير؟ (بحث قرآني وروائي) 75
10 (26 - 27) معنى الرزق في القرآن. (بحث قرآني) 137
11 (26 - 27) في معنى الملك واعتباره (بحث علمي) 144
12 (26 - 27) في استناد الملك وسائر الأمور الاعتبارية إليه تعالى. (بحث فلسفي) 149
13 (35 - 41) كلام في الخواطر الملكية والشيطانية وما يلحق بهما من التكليم. (بحث قرآني) 185
14 (42 - 60) في معنى التحديث (بحث روائي) 228
15 المباهلة مع نصارى نجران (بحث روائي) 229
16 خاتمة فيها فصول (79 - 80) 1 - ما هي قصة عيسى وأمه في القرآن؟ (بحث قرآني) 279
17 (79 - 60) 2 - منزلة عيسى عند الله وموقفه في نفسه. (بحث قرآني) 281
18 (79 - 60) 3 - ما الذي قاله عيسى؟ وما الذي قيل فيه؟ (بحث قرآني) 282
19 (79 - 60) 4 - احتجاج القرآن على مذهب التثليث. (بحث قرآني) 287
20 (79 - 80) 5 - المسيح من الشفعاء عند الله وليس مفاد؟ (بحث قرآني) 291
21 (79 - 80) 6 - من أين نشأ هذه الآراء؟ (بحث قرآني) 305
22 (79 - 80) 7 - ما هو الكتاب الذي انتسب إليه أهل الكتاب؟ وكيف هو؟ (بحث قرآني) 306
23 (79 - 80) 1 - قصة التوراة الحاضرة. (بحث قرآني) 308
24 (79 - 80) 2 - قصة المسيح والإنجيل (بحث قرآني) 310
25 (79 - 80) الأناجيل الأربعة (بحث قرآني) 311
26 (79 - 80) إنجيل برنابا (بحث قرآني) 315
27 (79 - 80) انشعاب الكنائس (بحث قرآني) 326
28 (96 - 97) ملخص تاريخ الكعبة (بحث قرآني) 358
29 (96 - 97) بنائها. (بحث قرآني) 358
30 (96 - 97) شكلها. (بحث قرآني) 360
31 (96 - 97) كسوتها. (بحث قرآني) 361
32 (96 - 97) منزلتها. (بحث قرآني) 361
33 (96 - 97) ولايتها. (بحث قرآني) 362