القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٢٣
ويقول: ﴿وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه﴾ (1).
ولا يخفى أن أبحاثا كثيرة كتبت حول أحكام القرآن وأنها دائمة لا تختص بوقت من الأوقات، الا أنها خارجة عن موضوع بحثنا الذي نحاول فيه معرفة مكانة القرآن عند المسلمين كما يدل عليها القرآن نفسه.
القرآن مستقل في دلالته:
القرآن الكريم كلام كسائر ما يتكلم به الناس، ويدل دلالة واضحة على معانيه المقصودة وليس فيه خفاء على المستمعين.
ولم نجد دليلا على أنه يقصد من كلماته غير المعاني التي ندركها من ألفاظه وجمله.
أما وضوحه في دلالته على معانيه فلأن أي انسان عارف باللغة العربية بامكانه أن يدرك معنى الآيات الكريمة كما يدرك معنى كل قول عربي.
وبالإضافة إلى هذا نجد في كثير من الآيات يخاطب طائفة خاصة كبني إسرائيل والمؤمنين والكفار، وفي آيات منه يخاطب عامة الناس (2) ويحاججهم ويتحداهم ليأتوا بمثله لو كانوا في شك

(١) سورة السجدة: ٤٢.
(2) أمثال يا أيها الذين كفروا ويا أهل الكتاب ويا بني إسرائيل ويا أيها الناس.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»