شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٨٦
البسيط لا يمكن ان يكون عندهم علما تفصيليا بحقايق مختلفة من الممكنات المتباينة ولا سيما الواجب والممكن والعلم حكاية مطابقة للمعلوم واعتبر بصورة الشمس في ذهنك فإنها لا يمكن ان يكون علما وصورة حاكية عن القمر والشجر والحجر والمدر وغيرها فلذلك قالوا ذاته تعالى الواحدة البسيطة علم تفصيلي بذاته المقدسة ولكنها علم بالغير اجمالا كالملكة البسيطة الاجمالية حيث إنها علم واحد وصورة واحدة للعلوم التفصيلية التي هي منشأة من تلك الملكة البسيطة ولا تكون ذاته المقدسة بلا صور زايده وما يجرى مجريها علما تفصيليا بالأغيار في الأزل لعدم امكان مطابقة شئ واحد للأشياء الكثيرة المتباينة فاذن ثبت ان ذاته علم كمالي تفصيلي بذاته وعلم كمالي اجمالي بغيره ولا يمكن كونه علما تفصيليا بغيره في أزل الا زال واما على التحقيق الذي استقر عليه رأينا موافقا لما حققه صدر الحكماء المتألهين في الدورة الاسلامية فذاته تعالى لما كان بسيط الحقيقة جامعا لجميع الوجودات بنحو أعلى والعلم والدرك هو الوجدان والنيل وجامعيته ذلك الوجود الشديد للوجودات وعلمه الحضوري بها بحيث لا يشذ عنه مثقال ذرة مالهما واحد وهاتان العبارتان أعني قولنا البسيط كل الوجودات وقولنا لا يعزب عن علمه الحضوري مثقال ذرة في الأرض والسماوات أحدهما في قوة الأخرى كان ذاته تعالى علما كماليا اجماليا بالأغيار في عين الكشف التفصيلي فليس الاجمال على الطريقة الحقة القويمة في مرتبة والتفصيل في مرتبة أخرى بل ذلك التفصيل مضمن في ذلك الاجمال وذلك الأحمال مضمن في ذلك التفصيل بمعنى ان ذلك الوجود الشديد الأكيد لما كان بسيط الحقيقة كان علما اجماليا وجوديا أي وجودا واحدا أحدا ولما كان في عين وحدته وبساطته جامعا للكل كما قال المعلم الثاني هو الكل في وحدة وفوق ما لا يتنا هي بما لا يتناهى عدة ومدة وشدة كان علما تفصيليا لا تفصيل فوقه وما قالوا إن الشئ ء الواحد لا يحكى عن الأشياء الكثيرة ولا سيما المتباينة فيه اشتباه وقع بين شيئية المفهوم وشيئية الوجود فان مفهوما واحدا لا يحكى عن مفهومات كثيرة متباينه واما وجود واحد شديد فهو يحكى عن كل الوجودات التي دونه أشد من حكايتها عن نفسها ولذلك قالوا العلة حد تام للمعلول فهذا علم تفصيلي كمالي فعلى بالذات المقدسة وبجميع الأغيار سابقا على جميع الأغيار في أزل للازال وهو العلم العنائي على طريقتنا كما أشرنا إليه ولعلمه مراتب أخرى أشرنا إليها مرتبتها بعد هذه المرتبة بعدية سرمدية
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 » »»