تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٢
كلفه أن يخرج إلى الناس كلهم وحده بنفسه إن لم يجد فئة تقاتل معه، ولم يكلف أحدا هذا قبله ولا بعده، ثم تلا هذه الآية (1).
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم، محمد الثقفي، عن محمد بن مروان جميعا، عن أبان بن عثمان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله (تبارك وتعالى) أعطى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعدد أشياء كثيرة، وفي آخر الحديث قال (عليه السلام): ثم كلف ما لم يكلف أحدا من الأنبياء، أنزل عليه سيفا من السماء في غير غمد، وقيل له: قاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك (2).
ونقل أن أبا سفيان يوم أحد لما رجع واعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) موسم بدر الصغرى، فكره الناس، وتثاقلوا حين بلغ الميعاد، فنزلت، فخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وما معه إلا سبعون ولو لم يتبعه أحد لخرج وحده (3).
وقرئ " لا تكلف " بالجزم، و " لا نكلف " بالنون على بناء الفاعل، أي لا نكلفك إلا فعل نفسك، لا أنا لا نكلف أحدا إلا نفسك.
وحرض المؤمنين: على القتال إذ ما عليك في شأنهم إلا التحريض.
عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا: يعني قريشا، وقد فعل بأن ألقى في قلوبهم الرعب حتى رجعوا.
والله أشد بأسا: من قريش.
وأشد تنكيلا: تعذيبا، وهو تقريع وتهديد لمن لم يتبعه.
وفي تفسير العياشي: عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الناس لعلي إن كان له حق فما منعه أن يقوم به؟ قال: فقال: إن الله

(١) لم نعثر على الحديث في أصول الكافي، والكنه موجود في الروضة: ص ٢٧٤ قطعة من ح ٤١٤ س ٢٢.
(٢) الكافي: ج ٢، ص 17 كتاب الايمان والكفر، باب الشرائع قطعة من ح 1.
(3) نقله بوجه أبسط في مجمع البيان: ج 3 ص 83 تحت عنوان (القصة).
(٥٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 547 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 ... » »»
الفهرست