تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٤٥
علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعبد الله بن الصلت جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله، وزاد في آخره: أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله، فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حق في ثوابه، ولا كان من أهل الايمان (1).
وفي روضة الكافي: خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي خطبة الوسيلة، يقول فيها (عليها السلام): ولا مصيبة عظمت، ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لان الله ختم به الانذار والاعذار، وقطع به الاحتجاج، والعذر بينه وبين خلقه، وجعله بابه الذي بينه وبين عباده، ومهيمنه الذي لا يقبل إلا به ولا قربة إليه إلا بطاعته، وقال في محكم كتابه: " من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا " فقرن طاعته بطاعته

(ومفتاحه) أي ما يفتح به ويعلم به سائر أمور الدين (وباب الأشياء) أي سبب علمها، أو ما ينبغي أن يعلم قبل الدخول فيها، أو ما يصير سببا للدخول في منازل الايمان. وعلى بعض الوجوه تعميم بعد التخصيص، (ورضا الرحمان) بالكسر والقصر بمعنى ما يرضى به (بعد معرفته) أي الامام، أو الرحمن تعالى شأنه، والأول أظهر (ومن تولى) أي عن طاعته (حفيظا) أي تحفظ أعمالهم وتحاسبهم عليها:
" إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " والاستشهاد بالآية إما لان طاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما كانت تجب من حيث الخلافة والإمامة التي هي رئاسة عامة، فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إماما على الناس في زمانه مع رسالته، فبهذه الجهة تجب طاعة الامام بعده، أو لعلمه (عليه السلام) بأن المراد بالرسول فيها أعم من الامام، أو لان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بطاعة الأئمة (عليهم السلام) بالنصوص المتواترة، فطاعتهم طاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وطاعته طاعة الله، فطاعتهم طاعة الله، أو علم (عليه السلام) أن المراد بطاع الرسول طاعته في تعيين اولي الامر بعده وأمره بطاعتهم، أو لأنهم لما كانوا نواب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلفائه فحكمهم حكمه في جميع الأشياء إلا ما يعلم اختصاصه بالرسالة، وهذا ليس منه (مرآة العقول: ج ٢ ص ٣٢٣).
الكافي: ج ١ ص ١٨٥، كتاب الحجة، باب فرض طاعة الأئمة، ح ١.
(١) الكافي: ج ٢ ص ١٨ كتاب الايمان والكفر، باب دعائم الاسلام، قطعة من ح 5.
(٥٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 ... » »»
الفهرست