تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥١٨
" كتبنا " أو لاحد مصدري الفعلين.
وقرأ ابن عامر بالنصب على الاستثناء، أو على، إلا فعلا قليلا.
ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به: من مطاوعة الرسول وما يقوله طوعا ورغبة.
لكان خيرا لهم: في العاجل والآجل.
وأشد تثبيتا: لايمانهم، ونصبه على التمييز.
قال البيضاوي: والآية أيضا نزلت في شأن المنافق واليهودي.
وقيل: إنها والتي قبلها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة (1) خاصم زبيرا في شراج من الحرة (2) كانا يسقيان بها النخل، فقال (عليه السلام): اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك، فقال حاطب: لان كان ابن عمتك، فقال (عليه السلام): اسق يا زبير ثم احبس الماء إلى الجدر واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك (3).
وفي روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن إسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم وسلموا للامام تسليما أو اخرجوا من دياركم رضا له ما فعلوه إلا قليلا منهم ولو أن أهل الخلاف فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وفي هذه الآية:
" ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت " في أمر الولي ويسلموا لله الطاعة تسليما (4).

(١) في النسخة - أ - بلعة والصحيح ما أثبتناه وهو حاطب بن أبي بلتعة الخالفي اللخمي، من بني خالفة، بالخاء المعجمة والألف واللام والفاء بطن من بني لخم، عده ابن عبد البر وابن مندة وأبو نعيم من الصحابة، شهد بدرا، وحاله مجهول (تنقيح المقال: ج ١ ص ٢٤٩ تحت رقم ٢٢١٨).
أقول: كفى في ضعفه وعدم وثاقته ما نسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: لان كان ابن عمتك.
(٢) سراج الحرة، بالكسر وآخره جيم، وهو جمع سرج، وهو مسيل الماء من الحرة إلى السهل، وهي بالمدينة التي خوصم فيها الزبير عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (معجم البلدان: ج ٣ ص ٣٣١).
وفي هامش النسخة: شراج جمع شرج وهو ما بين الحرة إلى السهل، والحرة نهر بالموصل ودار بنجد وآخر بالجزيرة (منه دام عزه).
(٣) تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢٢٨، عند تفسيره لآية ٦٦ من سورة النساء.
(٤) الكافي: ج ٨ ص ١٦٠ ح 210 ط النجف.
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 522 523 524 ... » »»
الفهرست