تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٠
وفي تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
نسختها آية الفرائض (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: هي منسوخة بقوله: " يوصيكم الله " (2).
والجمع بين الاخبار: بأنها منسوخة بحسب دلالته على الوجوب، وغيره منسوخة بحسب دلالته على الاستحباب فإن الوجوب: الامر بالفعل مع المنع من النقيض، فنسخ باعتبار جزئه الأخير.
وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم: " لو " بما في حيزه صلة الموصول، وفي تعليق الامر إشارة إلى المقصود منه والعلة فيه، وبعث على الترحم، وأن يحب لأولاد غيره ما يحب لأولاده.
قيل: أمر للأوصياء بأن يخشوا الله ويتقوه في أمر اليتامى، فيفعلوا بهم ما يحبون أن يفعل بذراريهم الضعاف بعد وفاتهم، أو للحاضرين المريض عند الايضاء، بأن يخشوا ربهم، أو يخشوا على أولاد المريض ويشفقوا عليهم شفقتهم على أولادهم، فلا يتركوه أن يضربهم بصرف المال عنهم. أو للورثة بالشفقة على من حضر القسمة من ضعفاء الأقارب واليتامى والمساكين، متصورين أنهم لو كانوا أولادهم بقوا خلفهم ضعافا مثلهم، هل يجوزون حرمانهم؟! أو للمؤمنين بأن ينظروا للورثة، فلا يسرفوا في الوصية (3).
فليتقوا الله: في أمر اليتامى.
وليقولوا: لهم، أو للمريض، أو لحاضري القسمة، أو في الوصية.
قولا سديدا: مثل ما يقولون لأولادهم بالشفقة وحسن الأدب، أو ما يصده عن الاسراف في الوصية وتضييع الورثة، ويذكروه التوبة وكلمة الشهادة، أو عذرا جميلا ووعدا حسنا، أو في الوصية ما لا يؤدي إلى تضييع الورثة.

(١) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٢٣ ح 36.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 132 عند تفسيره لآية 8 من سورة النساء.
(3) من قوله (لو بما في حيزه) إلى هنا مقتبس من تفسير (البيضاوي): ج 1 ص 205، لاحظ تفسيره لآية 9 من سورة النساء.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست