تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١١٣
ميز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بالمباهلة بهم في آية المباهلة، فقال عز وجل: يا محمد فمن " حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " فأبرز النبي (صلى الله عليه وآله) عليا والحسن والحسين وفاطمة (صلوات الله عليهم) وقرن أنفسهم بنفسه هل تدرون ما معنى قوله:
" وأنفسنا وأنفسكم " " قالت العلماء: عنى به نفسه، قال أبو الحسن (عليه السلام):
غلطتم إنما عني به علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومما يدل على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله): لينتهين بنو وليعة أو لا بعثن إليهم رجلا كنفسي، يعني علي ابن أبي طالب (عليه السلام) [وعنى بالأبناء الحسن والحسين عليهما السلام] (1) وعنى بالنساء فاطمة (عليها السلام) فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد وفضل لا يلحقهم فيه بشر وشرف لا يستبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي كنفسه (2).
وفيه عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام):
يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني لأنك مني كنفسي، وروحك من روحي، وطينتك من طينتي (3).
وفي كتاب علل الشرائع: عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام): حديث طويل ذكرته بتمامه في سورة يونس عند قوله تعالى " فان كنت في شك " الآية ففيه: أن المخاطب بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يكن في شك مما أنزل الله (عز وجل) ولكن قالت الجهلة: كيف لا يبعث إلينا نبيا من الملائكة إنه لم يفرق بينه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الأسواق، فأوحى الله (عز وجل) إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) " فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " بمحضر من الجهلة هل بعث الله (عز وجل) رسولا قبلك إلا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة وإنما قال: " وان كنت في شك " ولم يقل

(1) ما بين المعقوفتين ليس في النسخة - أ - وأثبتناه من المصدر لاكمال المعنى.
(2) عيون الأخبار: ج 1 ص 181 قطعة من ح 1.
(3) عيون الأخبار: ج 1 ص 231 قطعة من ح 53.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست