التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٦٦
به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة بذهاب عصمته وحبوط عمله بالارتداد ذلك هو الخسران المبين إذ لا خسران مثله.
في الكافي عن الباقر عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية قال هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله فخرجوا من الشرك ولم يعرفوا أن محمدا رسول الله فهم يعبدون الله على شك في محمد صلى الله عليه وآله وما جاء به فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا ننظر فإن كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا أنه صادق وأنه رسول الله صلى الله عليه وآله وإن كان غير ذلك نظرنا قال الله تعالى فإن أصابه خير اطمأن به يعني عافية في الدنيا وإن أصابته فتنة يعني بلاء في نفسه انقلب على وجهه انقلب على شكه إلى الشرك.
(12) يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه قال عليه السلام ينقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره فمنهم من يعرف فيدخل الأيمان قلبه فيؤمن ويصدق ويزول عن منزلته من الشك إلى الأيمان ومنهم من يثبت على شكه ومنهم من ينقلب إلى الشرك.
والقمي عن الصادق عليه السلام مثله من دون تفسيري الخير والفتنة ذلك هو الضلال البعيد عن المقصد.
(13) يدعوا لمن ضره بكونه معبودا لأنه يوجب القتل في الدنيا والعذاب في الآخرة أقرب من نفعه الذي يتوقع بعبادته وهو الشفاعة والتوسل بها إلى الله لبئس المولى الناصر ولبئس العشير الصاحب.
(14) إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد من إثابة الموحد الصالح وعقاب المشرك لا دافع له ولا مانع.
(15) من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع وقرء بكسر اللام فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ قيل معناه ان الله
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست