الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٤ - الصفحة ١٥
قوله تعالى (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) ذكر فيه وجهين (أن تكون ما زائدة وقليلا ظرف منتصب بيهجعون: أي كانوا يهجعون في طائفة قليلة من الليل، أو تكون ما مصدرية أو موصولة على كانوا قليلا من الليل هجوعهم أو ما يهجعون فيه وارتفاعه بقليلا على الفاعلية اه‍ كلامه) قال أحمد: وجوه مستقيمة خلا جعل ما مصدرية، فإن قليلا حينئذ واقع على الهجوع لأنه فاعله، وقوله من الليل لا يستقيم أن يكون صفة للقليل ولا بيانا له، ولا يستقيم أن يكون من صلة المصدر لأنه تقدم عليه، ولا كذلك على أنها موصولة فإن قليلا حينئذ واقع على الليل كأنه قال قليلا المقدار الذي كانوا يهجعون فيه من الليل، فلا مانع أن يكون من الليل بيانا للقليل على هذا الوجه، وهذا الذي ذكره إنما تبع فيه الزجاج، وقد رد الزمخشري أن تكون ما نفيا وقليلا منصوب بيهجعون على تقدير كانوا ما يهجعون قليلا من الليل، وأسند رده إلى امتناع تقدم ما في حيز النفي عليه. قلت: وفيه خلل من حيث المعنى، فإن طلب قيام
(١٥)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 13 14 15 16 18 20 21 22 ... » »»