الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٢٢
وهم مشفوع لهم، وإن عنى باللازمة التي لا ينفك ذو الحال عنها كالتي في قوله - وهو الحق مصدقا - فإنما هو حينئذ يبنى على قاعدته في إنكار الشفاعة، فكل خائف عنده لا شفيع له، إذ لا يخاف إلا أصحاب الكبائر غير التائبين أو الكفار، والكل عنده سواء لا شفيع لهم، وحيث أثبتت الشفاعة جعلها خاصة بزيادة الثواب فلا ينالها إلا من يستوجب على زعمه الثواب بعمله الصالح، وتكون الشفاعة مفيدة للمزيد على ما يرضيه، فهذا عنده لا يخاف من البعث لأنه يستوجب الجنة، فمن ثم جعل الحال لازمة، إذ الناس قسمان: غير خائف فلا تتناوله الآية وخائف فذاك إنما خاف لأنه استوجب العقاب فلا شفاعة تناله، وهذه دفائنه الخفية ومكامنه المزوية، فتفطن لها، والله الموفق برحمته.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 24 25 26 27 28 ... » »»