تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ٥ - الصفحة ١٣٥
عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم (118).
القراءة: قرأ حمزة، وحفص، عن عاصم: (يريغ) بالياء، وهي قراءة الأعمش. والباقون: (تزيغ) بالتاء. والقراءة المشهورة: (الذين خلفوا) وقرأ علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، وأبو جعفر محمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلام وأبو عبد الرحمن السلمي: (خالفوا) وقرأ عكرمة، وزر بن حبيش، وعمرو بن عبيد: (خلفوا) بفتح الخاء واللام خفيفة.
الحجة: قال أبو علي: يجوز أن يكون فاعل (كاد) أحد ثلاثة أشياء الأول:
أن تضمر فيها القصة، والحديث، ويكون (تزيغ) الخبر، وجاز ذلك فيها وإن كان الأصل في إضمار القصة إنما هو في الابتداء، لأن الخبر لازم لكاد، فأشبه العوامل الداخلة على الابتداء، للزوم الخبر له قال: ولا يجوز ذلك في (عسى) لأن (عسى) قد يكون فاعله المفرد في كثير من الأمر، فلا يلزمه الخبر كقوله (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) فإذا كان كذلك، لم يحتمل الضمير الذي يحتمله (كاد) كما لم يحتمله سائر الأفعال التي تسند إلى فاعليها مما لا يدخل على المبتدأ.
والثاني: أن يضمر في (كاد) ذكر مما تقدم لما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمهاجرون والأنصار قبيلا واحدا، وفريقا واحدا، جاز أن يضمر في (كاد) ما دل عليه ما تقدم ذكره من القبيل، والحزب، والفريق، ونحو ذلك، من الأسماء المفردة الدالة على الجمع. وقال منهم: فحمله على المعنى مثل قوله: (آمن بالله واليوم الآخر) ثم قال: (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) فكذلك فاعل كاد على هذا الوجه.
الثالث: أن يكون فاعل كاد القلوب، وتقديره من بعد ما كاد قلوب فريق منهم تزيغ، ولكنه قدم تزيغ كما تقدم خبر كان، وجاز تقديمه، وإن كان فيه ذكر من القلوب، ولم يمتنع من حيث يمتنع الإضمار قبل الذكر، لما كان النية به التأخير، كما لم يمتنع ضرب غلامه زيد، لما كان التقدير به التأخير.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة التوبة براءة من الله ورسوله، إلى قوله وان الله مخزي الكافرين 7
2 وأذان من الله ورسوله، إلى قوله إن الله يحب المتقين 10
3 فإذا انسلخ الأشهر الحرم، إلى قوله ذلك بأنهم قوم لا يعلمون 13
4 كيف يكون للمشركين عهد عند الله، إلى قوله وأكثرهم فاسقون 16
5 اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا، إلى قوله إن كنتم مؤمنين 19
6 قاتلوهم يعذبهم الله، إلى قوله والله عليم حكيم 22
7 أم حسبتم أن تتركوا 23
8 ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله، إلى قوله أن يكونوا من المهتدين 24
9 أجعلتم سقاية الحاج، إلى قوله إن الله عنده أجر عظيم 26
10 يا أيها الذين آمنوا، إلى قوله والله لا يهدي القوم الفاسقين 29
11 لقد نصركم الله قي مواطن كثيرة 30
12 ثم أنزل الله سكينته، إلى قوله والله غفور رحيم 31
13 يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس 37
14 قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله 39
15 وقالت اليهود عزير ابن الله، إلى قوله سبحانه عما يشركون 41
16 يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، إلى قوله ولو كره المشركون 44
17 يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان، إلى قوله ما كنتم تكنزون 45
18 إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا 49
19 إنما النسيء زيادة في الكفر 52
20 يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم، إلى قوله والله على كل شئ قدير 54
21 إلا تنصروه فقد نصره الله 56
22 انفروا خفافا وثقالا، إلى قوله وتعلم الكاذبين 58
23 لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر 61
24 ولو أرادوا الخروج، إلى قوله وهم كارهون 62
25 ومنهم من يقول إئذن لي، إلى قوله إنا معكم متربصون 66
26 قل انفقوا طوعا أو كرها 68
27 ويحلفون بالله إنهم لمنكم، إلى قوله وهم يجمعون 70
28 ومنهم من يلمزك في الصدقات، إلى قوله إلى الله راغبون 71
29 إنما الصدقات للفقراء والمساكين 73
30 ومنهم الذين يؤذون النبي، إلى قوله ذلك الخزي العظيم 76
31 يحذر المنافقون أن تنزل عليهم، إلى قوله كانوا مجرمين 80
32 المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض، إلى قوله أنفسهم يظلمون 83
33 والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، إلى قوله وبئس المصير 87
34 بحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر 89
35 ومنهم من عاهد الله، إلى قوله علام الغيوب 92
36 الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين، إلى قوله والله لا يهدي القوم الفاسقين 95
37 فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله، إلى قوله فاقعدوا مع الخالفين 97
38 ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، إلى قوله وهم كافرون 99
39 وإذا أنزلت سورة، إلى قوله ذلك الفوز العظيم 101
40 وجاء المعذرون من الأعراب، ليس على الضعفاء ولا على المرضى، إلى قوله فهم لا يعلمون 102
41 يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم، إلى قوله عن القوم الفاسقين 105
42 الأعراب أشد كفرا ونفاقا، إلى قوله إن الله غفور رحيم 107
43 والسابقون الأولون من المهاجرين 110
44 وممن حولكم من الأعراب، إلى قوله إن الله غفور رحيم 113
45 خذ من أموالهم صدقة تطهرهم، إلى قوله فينبئكم بما كنتم تعملون 116
46 وآخرون مرجوون لأمر الله 119
47 والذين اتخذوا مسجدا ضررا، إلى قوله والله عليم حكيم 120
48 إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم، إلى قوله وبشر المؤمنين 128
49 ما كان للنبي والذين آمنوا، إلى قوله إن إبراهيم لأواه حليم 131
50 وما كان الله ليضل قوما، إلى قوله من ولي ولا نصير 133
51 لقد تاب الله على النبي والمهاجرين، إلى قوله إن الله هو التواب الرحيم 134
52 يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله 139
53 ما كان لأهل المدينة ومن حولهم، إلى قوله ما كانوا يعملون 140
54 وما كان المؤمنون لينفروا كافة، إلى قوله وهم كافرون 142
55 أولا يرون أنهم يفتنون، إلى قوله رؤوف رحيم 146
56 فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو 146
57 سورة يونس بسم الله الرحمن الرحيم الر، إلى قوله إن هذا لساحر مبين 150
58 إن ربكم الذي خلق السماوات والأرض، إلى قوله بما كانوا يكفرون 154
59 هو الذي جعل الشمس ضياء، إلى قوله لآيات لقوم يتقون 156
60 إن الذين يرجون لقاءنا، إلى قوله أن الحمد لله رب العالمين 158
61 ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم، إلى قوله ما كانوا يعملون 160
62 ولقد أهلكنا القرون من قبلكم، إلى قوله لننظر كيف تعملون 163
63 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات، إلى قوله إنه لا يفلح المجرمون 165
64 ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم 167
65 هؤلاء شفعاؤنا عند الله، إلى قوله إني معكم من المنتظرين 168
66 وإذا أذقنا الناس رحمة، إلى قوله في الأرض بغير الحق 170
67 إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء، إلى قوله صراط مستقيم 175
68 للذين أحسنوا الحسنى، إلى قوله أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 177
69 ويوم نحشرهم جميعا، إلى قوله هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت 180
70 قل من يرزقكم من السماء والأرض، إلى قوله انهم لا يؤمنون؟ 183
71 قل هل من شركائكم، إلى قوله عليم بما يفعلون 185
72 وما كان هذا القرآن أن يفترى، إلى قوله وربك أعلم بالمفسدين 188
73 وإن عذبوك فقل لي عملي، إلى قوله أنفسهم يظلمون 190
74 ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا، إلى قوله وهم لا يظلمون 192
75 ويقولن متى هذا الوعد، إلى قوله بما كنتم تكسبون 195
76 ويستنبئونك أحق هو، إلى قوله هو يحيي ويميت وإليه ترجعون 197
77 يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم، إلى قوله خير مما يجمعون 199
78 قل أرأيتم ما أنزل الله لكم، إلى قوله وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن 201
79 ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم، إلى قوله هو السميع العليم 204
80 ألا أن لله من في السماوات ومن في الأرض، إلى قوله بما كانوا يكفرون 206
81 واتل عليهم نبأ نوح، إلى قوله كيف كان عاقبة المنذرين 209
82 ثم بعثنا من بعده رسلا، إلى قوله وما نحن لكما بمؤمنين 212
83 وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم، إلى قوله ولو كره المجرمون 213
84 فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه، إلى قوله من القوم الكافرين 215
85 وأوحينا إلى موسى وأخيه، إلى قوله الذين لا يعلمون 217
86 وجاوزنا ببني إسرائيل البحر، إلى قوله عن آياتنا لغافلون 221
87 ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق فإن كنت في شك مما أنزلنا، إلى قوله حتى يروا العذاب الأليم 224
88 فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها 227
89 ولو شاء ربك لآمن من في الأرض، إلى قوله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون 231
90 قل انظروا ماذا في السماوات والأرض، إلى قوله ننج المؤمنين 233
91 قل يا أيها الناس، إلى قوله وهو الغفور الرحيم 236
92 قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم 237
93 سورة هود الر كتاب أحكمت آياته، إلى قوله وهو على كل شئ قدير 240
94 ألا أنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه 242
95 وما من دابة في الأرض، إلى قوله ما كانوا به يستهزئون 244
96 ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة، إلى قوله أولئك لهم مغفرة وأجر كبير 247
97 فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك، إلى قوله فهل أنتم مسلمون 248
98 من كان يريد الحياة الدنيا، إلى قوله أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار 251
99 أفمن كان على بينة من ربه، إلى قوله هم الأخسرون 253
100 إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، إلى قوله وأنتم لها كارهون 258
101 ويا قوم لا أسألكم عليه مالا، إلى قوله إني إذا لمن الظالمين 265
102 قالوا يا نوح قد جادلتنا، إلى قوله وأنا بريء مما تجرمون 267
103 وأوحي إلى نوح، إلى قوله ويحل عليه عذاب مقيم 269
104 حتى إذا جاء أمرنا، إلى قوله فكان من المغرقين 273
105 وقيل يا أرض ابلعي ماءك 281
106 ونادى نوح ربه، إلى قوله أن العاقبة للمتقين 282
107 وإلى عاد أخاهم هودا، إلى قوله واتبعوا في هذه الدنيا لعنة 287
108 وإلى ثمود أخاهم صالحا، إلى قوله ألا بعدا لثمود 292
109 ولقد جاءت رسلنا إبراهيم، إلى قوله عذاب غير مردود 300
110 ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم، إلى قوله وما هي من الظالمين ببعيد 310
111 وإلى مدين أخاهم شعيبا 318
112 قال يا قوم أرأيتم إن كانت على بينة من ربي، إلى قوله كما بعدت ثمود 318
113 ولقد أرسلنا موسى بآياتنا، إلى قوله واتبعوا في هذه لعنة 325
114 وما نؤخره إلا لأجل معدود، إلى قوله عطاء غير مجذوذ 329
115 فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء، إلى قوله إنه بما تعملون بصير 337
116 ولا تركنوا إلى الذين ظلموا، إلى قوله وأهلها مصلحون 342
117 ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، إلى قوله بغافل عما تعملون 348
118 سورة يوسف الر تلك آيات الكتاب المبين، إلى قوله لمن الغافلين 354
119 إذ كان في يوسف واخوته، إلى قوله إن كنتم فاعلين 361
120 قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف، إلى قوله وإنا له لحافظون 366
121 قال إنه ليحزنني أن تذهبوا به، إلى قوله والله المستعان على ما تصفون 369
122 فجاءت سيارة فأرسلوا واردهم، إلى قوله وكانوا فيه من الزاهدين 376
123 وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه، إلى قوله ولما بلغ أشده أتيناه حكما وعلما 380
124 وراودته التي هو في بيتها عن نفسه 382
125 ولقد همت به وهم بها 384
126 واستبقا الباب وقدت قميصة من دبر، إلى قوله إنك كنت من الخاطئين 388
127 وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه 391
128 قالت فذلكن الذي لمتنني فيه، إلى قوله حتى حين 392
129 ودخل معه السجن فتيان، إلى قوله ولكن أكثر الناس لا يشكرون 399
130 يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد، إلى قوله فلبث في السجن بضع سنين 402
131 وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان، إلى قوله إلا قليلا مما تأكلون 406
132 ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد، إلى قوله وفيه يعصرون 406
133 وقال الملك ائتوني به، إلى قوله إن ربي غفور رحيم 411
134 وقال الملك إئتوني به، إلى قوله للذين آمنوا وكانوا يتقون 415
135 وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم، إلى قوله لعلهم يرجعون 421
136 فلما رجعوا إلى أبيهم، إلى قوله قال الله على ما نقول وكيل 423
137 وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد، إلى قوله ولكن أكثر الناس لا يعلمون 427
138 ولما دخلوا على يوسف، إلى قوله وفوق كل ذي علم عليم 430
139 قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل، إلى قوله وهو خير الحاكمين 436
140 ارجعوا إلى أبيكم، إلى قوله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون 440
141 فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر، إلى قوله وأتوني بأهلكم أجمعين 446
142 ولما فصلت العير قال أبوهم، إلى قوله إنه هو الغفور الرحيم 453
143 فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه، إلى قوله وهم يمكرون 455
144 وما أكثر الناس، إلى قوله وهم يشعرون 460
145 قل هذه سبيلي، إلى قوله أفلا تعقلون 463
146 حتى إذا استيأس الرسل، إلى قوله لقوم يؤمنون 465