تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٥٨
* (لا يبغيان) * (1) أي: لا يبغي أحدهما على صاحبه، فانتفاء البغي هناك كالتعوذ هنا، جعل كل واحد منهما في صورة الباغي على صاحبه فهو يتعوذ منه.
* (خلق من الماء) * أي: من النطفة * (بشرا فجعله نسبا) * أي: فقسم البشر قسمين: ذوي نسب ذكورا ينسب إليهم، و * (صهرا) * أي: إناثا يصاهر بهن * (وكان ربك قديرا) * يخلق من النطفة الواحدة نوعين: ذكرا وأنثى.
والظهير بمعنى المظاهر، أي: يظاهر الشيطان على ربه بعبادة الأوثان.
* (إلا من شاء) * معناه: إلا فعل من شاء أن ينفق المال في طلب رضا ربه، ويتقرب بالصدقة في سبيله، وهو معنى الاتخاذ إلى الله سبيلا.
أي: تمسك بالتوكل * (على الحي الذي لا يموت) * وثق به في استكفاء شرورهم، وعن بعض السلف أنه قرأها فقال: لا يصح لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق (2) * (وكفي به) * الباء زائدة، أي كفاك الله * (خبيرا) * تمييز أو حال، أراد بهذا أنه ليس إليه من أمر عباده شئ، آمنوا أم كفروا، وأنه خبير بأحوالهم، كاف في جزاء أعمالهم.
* (الذي خلق) * مبتدأ و * (الرحمن) * خبره، أو: هو صفة ل‍ * (الحي) * و * (الرحمن) * خبر مبتدأ محذوف، أو بدل عن الضمير المستكن في * (استوى) *.
وقرئ: " الرحمن " بالجر (3) صفة ل‍ * (الحي) *، وقرئ: " فأسأل " (4)، والباء في * (به) * صلة " سل " كقوله: * (سأل سائل بعذاب واقع) * (5) كما أن " عن " صلته

(١) الرحمن: ٢٠.
(٢) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج ٣ ص ٢٨٨.
(٣) قرأه زيد بن علي كما في البحر المحيط: ج ٦ ص ٥٠٨.
(٤) وهي قراءة ابن كثير والكسائي في الوصل وحمزة في الوقف، كما في تفسير السراج المنير: ج ٢ ص ٦٧٠.
(٥) المعارج: ١.
(٦٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 653 654 655 656 657 658 659 660 661 662 663 ... » »»