تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٥٨١
أي: به جن يخيلونه * (حتى حين) * أي: اصبروا عليه إلى زمان، فإن أفاق من جنونه وإلا فاقتلوه.
* (قال رب انصرني بما كذبون (26) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون (27) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين (28) وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين (29) إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين (30)) * أي: * (انصرني) * بإهلاكهم بسبب تكذيبهم إياي، و * (انصرني) * بدل " ما كذبوني "، كما يقال: هذا بذاك، أي: مكان ذاك، والمعنى: أبدلني من غم تكذيبهم النصرة عليهم، وانصرني بإنجاز ما وعدتهم من العذاب، وهو ما كذبوه فيه حين قال لهم: * (إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) * (1).
* (بأعيننا) * أي: بحفظنا وكلاءتنا، كان معه من الله حفظة يكلؤونه بعيونهم لئلا يتعرض له، ومنه قولهم: عليه من الله عين كالئة * (ووحينا) * أي: بأمرنا وتعليمنا إياك كيف تصنع.
روي: أنه قيل لنوح (عليه السلام): إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة، فلما نبع الماء من التنور أخبرته امرأته فركب (2).
وقيل: التنور: وجه الأرض (3)، وقد مر ذكره وبيانه (4)، وسلك فيه: دخله،

(١) الأعراف: ٥٩، الشعراء: 135، الأحقاف: 21.
(2) رواه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 183.
(3) قاله ابن عباس، على ما حكاه عنه في الكشاف: ج 3 ص 184.
(4) تقدم في ص 166 ضمن تفسير الآية: 40 من هود.
(٥٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 ... » »»