تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٥١
وعن الباقر (عليه السلام): " لم تستشف النفساء بمثل الرطب، لأن الله أطعمه مريم في نفاسها " (1).
* (فإما ترين) * أصله: ترأين إلا أن الاستعمال بغير همز، والياء فيه ضمير المخاطب المؤنث، أي: إن تري * (أحدا) * من البشر يسألك عن ولدك * (فقولي إني) * أوجبت على نفسي صوما أي: صمتا، يريد إمساكا عن الكلام، لأنهم كانوا لا يتكلمون في صيامهم، وقد نهى النبي (صلى الله عليه وآله) عن صوم الصمت لأنه نسخ في شريعته.
* (تحمله) * حال من الضمير المرفوع في * (فأتت) * أو من الهاء المجرور في * (به) * أو منهما جميعا * (شيئا فريا) * أي: عظيما بديعا أو أمرا قبيحا. و * (هارون) * كان أخاها من أبيها، وكان معروفا بحسن الطريقة، وقيل: هو أخو موسى (عليه السلام)، وكانت من ولده كما يقال: يا أخا تميم أي: يا واحدا منهم (2)، وقيل: رجل صالح أو طالح في زمانها شبهوها به (3)، أي: كنت عندنا مثله في الصلاح، أو شتموها به (4).
* (فأشارت إليه) * فأومأت إلى عيسى بأن كلموه * (من كان في المهد صبيا) * أي: من وجد صبيا في المهد.
أنطقه الله أولا بأنه * (عبد الله) * ردا لقول النصارى * (آتاني الكتاب) * يعني:
الإنجيل * (وجعلني نبيا) * أكمل الله عقله واستنبأه طفلا. * (وجعلني مباركا) * أي:
نفاعا، معلما (5) للخير حيث * (ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة) * كلفنيهما

(١) المحاسن للبرقي: ج ٢ ص ٥٣٥ وفيه عن أبي عبد الله (عليه السلام).
(٢) قاله السدي. راجع تفسير البغوي: ج ٣ ص ١٩٤.
(3) وهو قول قول مجاهد وكعب والمغيرة بن شعبة يرفعه للنبي (صلى الله عليه وآله). راجع تفسير الماوردي:
ج 3 ص 368.
(4) وفي بعض النسخ زيادة: في الفساد.
(5) في بعض النسخ: معلما.
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»