تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٣٩
ربه، أو يريد: قيامي ومكثي بين أظهركم مددا طوالا، أو مقامي (1) * (وتذكيري) * لأنهم كانوا إذا وعظوا قاموا على أرجلهم ليكون كلامهم مسموعا * (فأجمعوا أمركم) * من أجمع على الأمر وأجمع الأمر وأزمعه: إذا عزم عليه، والواو بمعنى " مع "، أي: فأجمعوا أمركم مع * (شركاءكم) * واحتشدوا (2) فيما تريدون من إهلاكي، وابذلوا وسعكم فيه * (ثم لا يكن أمركم عليكم غمة) * أي: ولا يكن قصدكم إلى إهلاكي مستورا عليكم ولكن مكشوفا مشهورا تجاهرونني به، والغمة: السترة، من غمه: إذا ستره، ومنه الحديث " لا غمة في فرائض الله " (3) أي:
لا تستروا، ولكن تجاهروا بها، ويجوز أن يكون المعنى: ثم أهلكوني لئلا يكون عيشكم بسببي غمة، أي: غما وهما، والغمة والغم بمعنى كالكربة والكرب * (ثم اقضوا إلى) * ذلك الأمر الذي تريدون بي، أي: أدوا إلي ما هو حق عليكم عندكم، من إهلاكي كما يقضي الرجل غريمه * (ولا تنظرون‍) * ي ولا تمهلوني.
* (فإن توليتم) * فإن أعرضتم عن نصيحتي وعن اتباع الحق * (فما سألتكم من أجر) * فما كان عندي ما ينفركم عني من طمع في أموالكم، وطلب أجر على موعظتكم * (إن أجرى إلا على الله) * وهو الثواب الذي يثيبني في الآخرة * (وأمرت أن أكون من المسلمين) * المستسلمين لأمر الله، أو الذين لا يطلبون على تعليم الدين أجرا ولا يأخذون به دنيا، يريدون: أن ذلك مقتضى الإسلام.
* (فكذبوه) * أي: فتموا على تكذيبه، وكان تكذيبهم له في آخر المدة الطويلة كتكذيبهم في أولها * (فنجيناه ومن معه في) * السفينة * (وجعلنهم خلائف) * خلفاء لمن هلك بالغرق * (فانظر كيف كان عقبة المنذرين) * هذا تعظيم لما جرى عليهم،

(1) في نسخة: قيامي.
(2) احتشد: إذا اجتمع. (الصحاح: مادة حشد).
(3) رواه الزمخشري في كشافه: ج 2 ص 360.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»