تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٣٣
أهدى منهم) * في المبادرة إلى قبوله والتمسك به لجودة أذهاننا وثقابة (1) أفهامنا، فإن العرب كانوا يدلون بحدة الذهن وذكاء (2) الحدس وحفظ أيامهم ووقائعهم وخطبهم وأشعارهم * (فقد جاءكم بينة من ربكم) * تبكيت لهم، وهو على قراءة من قرأ: " يقولوا " بالياء (3) على لفظ الغيبة أحسن لما فيه من الالتفات، والمعنى: إن صدقتم فيما كنتم تعدونه من أنفسكم * (فقد جاءكم بينة من ربكم) * فحذف الشرط * (فمن أظلم ممن كذب بآيات الله) * بعد ما عرف صحتها وصدقها، أو تمكن من معرفة ذلك * (وصدف عنها) * الناس فضل وأضل.
* (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون) * (158) أي: ما ينتظر هؤلاء * (إلا أن تأتيهم) * ملائكة الموت أو العذاب * (أو يأتي ربك) * أي: كل آيات ربك بدلالة قوله: * (أو يأتي بعض آيات ربك) * يريد آيات القيامة والهلاك الكلي، وبعض الآيات (4): أشراط الساعة كطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك * (يوم يأتي بعض آيات ربك) * التي يزول التكليف عندها * (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت) * أي: لا ينفع الإيمان حينئذ نفسا غير مقدمة إيمانها * (من قبل) * ظهور الآيات، ولا ينفع الكسب للخيرات في الإيمان حينئذ

(١) ثقب رأيه: نفذ، وهو مثقب أي نافذ الرأي. (القاموس المحيط: مادة ثقب).
(٢) الذكاء: سرعة الفطنة. (القاموس المحيط: مادة ذكى).
(٣) وهي قراءة ابن محيصن. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص ٤٧.
(٤) انظر الأقوال الواردة فيها في التبيان: ج ٤ ص ٣٢٧.
(٦٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 628 629 630 631 632 633 634 635 636 637 638 ... » »»