تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٢٦
حيث وجدوا في أرض الله من الحل والحرم * (ولا تتخذوا منهم) * خليلا ولا ناصرا، وإن بذلوا لكم الولاية والنصرة فلا تقبلوا منهم.
سورة النساء / 90 و 91 * (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقتلوكم أو يقتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) * (90) هو استثناء من قوله: * (فخذوهم واقتلوهم) *، ومعنى * (يصلون إلى قوم) *:
ينتهون (1) إليهم ويتصلون بهم بحلف أو جوار * (بينكم وبينهم ميثاق) * أي: موادعة وعهد، وهؤلاء القوم هم الأسلميون وادعهم رسول الله وقت خروجه من مكة وواثق عنهم هلال بن عويمر الأسلمي (2) على أن لا يعين رسول الله ولا يعين عليه، وعلى أن من وصل إلى هلال ولجأ إليه فله من الجوار مثل الذي لهلال * (أو جاءوكم) * يجوز أن يكون معطوفا على صفة * (قوم) * كأنه قيل: إلا الذين يصلون إلى قوم معاهدين أو قوم ممسكين عن القتال لا لكم ولا عليكم، أو على صلة * (الذين) * كأنه قيل: إلا الذين يصلون إلى المعاهدين أو الذين لا يقاتلونكم * (حصرت صدورهم) * في موضع الحال بإضمار " قد "، ويدل عليه قراءة من قرأ:
" حصرة صدروهم " (3)، وقيل: هو صفة لموصوف محذوف أي: جاؤوكم قوما حصرت صدورهم (4)، وقيل: هو بيان ل‍ * (جاءوكم) * وهم بنو مدلج جاءوا

(١) في نسخة: ينتمون.
(٢) في مجمع البيان: السلمي.
(٣) وهي قراءة الحسن ويعقوب وقتادة والمفضل. راجع معاني القرآن للفراء: ج ١ ص ٢٨٢، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٣٧٨، وتفسير البغوي: ج ١ ص ٤٦١.
(٤) ذهب إليه الفراء في معاني القرآن: ج ١ ص ٢٨٢، والزجاج في معاني القرآن: ج ٢ ص ٨٩، والزمخشري في الكشاف: ج ١ ص ٥٤٧، والهمداني في الفريد في اعراب القرآن: ج 1 ص 774.
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»