تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٩٨
من صحة نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) ونعته، * (وأنتم تشهدون) * تعترفون بأنها آيات الله، أو تكفرون بالقرآن ودلائل نبوة الرسول وأنتم تشهدون نعته في الكتابين (1) * (لم تلبسون الحق بالبطل) * الباطل: ما حرفوه من التوراة، والحق: ما تركوه على حاله * (وتكتمون الحق) * وهو نبوة محمد (صلى الله عليه وآله).
(وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون (72) ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله وا سع عليم (73) يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) (74) سورة آل عمران / 73 و 74 تواطأ اثنا عشر رجلا من أحبار يهود خيبر وقال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد (صلى الله عليه وآله) أول النهار من غير اعتقاد * (واكفروا) * به آخر النهار، وقولوا: إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمدا ليس بذلك النعوت وظهر لنا كذبه وبطلان دينه، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم ويقولون: ما رجعوا وهم أهل الكتاب إلا لأمر قد تبين لهم (2) و * (وجه النهار) * أوله، وقوله: * (ولا تؤمنوا) * يتعلق بقوله: * (أن يؤتى أحد) * وما بينهما اعتراض، أي: ولا تظهروا إيمانكم بأن يؤتى أحد * (مثل ما أوتيتم) * إلا لأهل دينكم دون غيرهم، والمراد: وأسروا تصديقكم بأن المسلمين قد أوتوا من كتب الله مثل ما أوتيتم، ولا تفشوه إلا عند أشياعكم وحدهم دون المسلمين لئلا يزيدهم تصديقكم بذلك ثباتا ودون المشركين لئلا يدعوهم ذلك إلى الإسلام * (أو يحاجوكم عند ربكم) * عطف على

(١) راجع معاني القرآن للزجاج: ج ١ ص ٤٢٧.
(٢) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ج 1 ص 430.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»