الحاشية على الكشاف - الشريف الجرجاني - الصفحة ١٦٠
كقلوب الأغنام أو البهائم، أو بحال قلوب مقدر ختمه تعالى عليها، ثم تستعار الجملة: أعني ختم الله على القلوب كما هي: أي مأخوذة بتمامها المشتمل على إسنادها من المشبه به للمشبه، إما على سبيل التمثيل الحقيقي أو التخييلى، فيكون المسند إلى الله تعالى إسنادا حقيقيا ختم تلك القلوب المحققة أو المقدرة حتى لا تعي شيئا ولا قبح فيه أصلا، سواء كان ختما حقيقيا أو مجازيا كما هو الظاهر، لاختم قلوب الكفار لأن الإسناد إليه تعالى داخل في المشبه به، فلا مدخل له تعالى في تجافى قلوبهم ونبوها، كما لا مدخل للمتردد الذي خاطبته بقولك: أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى، في تقديم الرجل وتأخيرها، إذ كل منهما داخل في المشبه به على ما ترى، وإن فرض أنه عبر عنهما أو عن أحدهما بلفظ مجازى كالختم في الآية الكريمة إذا حمل على المجاز الذي هو المختار كما مر. وفى الصحاح العنقاء:
الداهية، وأصلها طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم. ونقل الأزهري عن المنذري عن المفضل أنه قال ابن الكلبي: إنها طائرة عظيمة طويلة العنق كانت تنتاب جبل دمخ من أراضي أصحاب أصحاب الرس وتنقض على الطير فتأكلها، فجاعت يوما فانقضت على صبي فذهبت به فسميت بعنقاء مغرب، بضم الميم لأنها تغرب بكل ما أخذته، وحذفت التاء من مغرب على طريقة قولهم لحية ناصل، ثم انقضت على جارية قد ترعرعت فطارت بها، فشكوا إلى نبيهم حنظلة بن صفوان فدعا عليه فهلكت، فضربتها العرب مثلا في أشعارها، وهذا أقرب ما قيل فيها.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»