التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٣٧
إحداث أمر على خلاف السنة. وقال قتادة: الرهبانية التي أبتدعوها رفض النساء واتخاذ الصوامع. وقال قتادة وابن زيد: تقديره ورهبانية ما كتبناها عليهم إلا أنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله " فما رعوها حق رعايتها " وقال قوم: الرهبانية التي ابتدعوها لحاقهم بالبراري والجبال - في خبر مرفوع عن النبي صلى الله عليه وآله فما رعاها الذين بعدهم حق رعايتها، وذلك لتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وآله، وقيل: الرهبانية الانقطاع عن الناس للانفراد بالعبادة.
وقوله " ما كتبناها عليهم " معناه ما فرضناها عليهم أي تلك الرهبانية البتة. وقال الزجاج: معناه ما كتبناها عليهم البتة ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله، فيكون بدلا من (ها) التي يشتمل عليه المعنى - ذكره الزجاج - وقيل: كان عليهم تتميمها كما على المبتدئ بصوم التطوع أن يتمه. وقال الحسن: فرضها الله عليهم بعد ما أبتدعوها، وقوله " فما رعوها حق رعايتها " معناه فما حفظوها حق حفظها.
ثم قال (فآتينا الذين آمنوا) معناه فأعطينا من آمن بالله ورسوله من جملة المذكورين (أجرهم) أي ثوابهم على إيمانهم. ثم قال (وكثير منهم فاسقون) أي خارجون عن طاعة الله إلى معصيته والكفر به.
وقوله " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله " معناه يا أيها الذين اعترفوا بتوحيد الله وصدقوا بموسى وعيسى واعترفوا بنبوتهما اتقوا الله وآمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وآله - ذكره ابن عباس - " يؤتكم كفلين من رحمته " قال ابن عباس:
معناه يعطكم أجرين أجرا لايمانكم بمحمد صلى الله عليه وآله وأجرا لايمانكم بمن تقدم من الرسل.
وأصل الكفل الحظ - في قول الفراء - ومنه الكفل الذي يكتفل به الراكب، وهو
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 ... » »»
الفهرست