التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٢٤٧
أي اختبارا مني لكم، وتكليفا لكم. ثم قال " والينا ترجعون " يوم القيامة، فيجازى كل انسان على قدر عمله. ودخلت الفاء في قوله " أفإن " وهي جزاء، وفى جوابه، لان الجزاء متصل بكلام قبله. ودخلت في (فهم) لأنه جواب الجزاء، ولو لم يكن في (فهم) الفاء، كان جائزا على وجهين:
أحدهما - أن تكون مرادة، وقد حذفت.
والآخري - أن تكون قد قدمت على الجزاء، وتقديره (أفهم الخالدون) إن مت.
قوله تعالى:
(وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون (36) خلق الانسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون (37) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (38) لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولاهم ينصرون (39) بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولاهم ينظرون (40) خمس آيات.
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله إنه " إذا رآك الذين كفروا " وجحدوا وحدانية الله، ولم يقروا بنبوتك " إن يتخذونك " اي ليس يتخذونك " إلا هزوا " يعني سخرية، جهلا منهم وسخفا وفي ذلك تسلية لكل محق يلحقه أذى
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست