(الوجه الثاني): إن كل ما قاله أولئك الأئمة الذين ذكر أسماءهم ذلك الغلام!! نقلا عن شيخه المتناقض!! غير مقبول منهم لعدة أسباب منها:
1 - أنه كانت هناك مشاحنة شديدة لاحن ما بين أهل الحديث وأهل الرأي قل من سلم من التعصب على خصمه هناك!! فقول من ضعف الامام أبا حنيفة رحمه الله تعالى ناتج عن تلك المشاحنات التي كانت بين الفريقين!! ومما جاء في ذلك ما أورده الامام القاضي عياض في كتابه " ترتيب المدارك " (1 / 95) حيث قال:
" قال أحمد بن حنبل: ما زلنا نلعن أهل الرأي ويلعنوننا... ".
ونعيم بن حماد شيخ البخاري وغيره كان يضع حكايات في ثلب أبي حنيفة كلها كذب، كما تجد ذلك في " تهذيب الكمال " (29 / 476) و " تهذيب التهذيب " (10 / 412) وغيرهما.
وإذا تأملت جيدا ستجد أن أحمد بن حنبل وثق نعيما هذا وأن ابن معين مثلا قال عنه في رواية: " ليس في الحديث بشئ ولكنه كان صاحب سنة ".
فمن هذا تعرف أن بعض المحدثين الذين كانوا في زمن الامام أبي حنيفة كانوا قد حملوا عليه وتوارث ذلك من جاء بعدهم من أهل الحديث ممن لم يعاصر الامام أبا حنيفة ولم يره!! ولذا نقرر بأن قول من ضعف أبا حنيفة منهم غير مقبول.