التنديد بمن عدد التوحيد - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٤١
فهل يقول عاقل في هؤلاء مع هذا الكفر الصريح أنهم موحدون توحيد الربوبية؟!
ولو كانوا يقرون بتوحيد الربوبية عند إقامة الحجة عليهم، فإن مجرد الاقرار به لا يسمى توحيدا عند علماء المسلمين، ولو كان الاقرار بالربوبية توحيدا كما زعم الخراصون لكان تصديق عتاة قريش النبي ص وتكذيبهم بآيات الله تعالى توحيدا، ولا يقول بهذا عاقل، قال تعالى: * (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) * الأنعام: 33، ولو كان الاقرار بالربوبية توحيدا كما زعموا لكان علم عاد بالخالق مع تكذيبهم آياته ورسوله هودا عليه السلام لما هددهم بالعذاب توحيدا زاجرا لهم عن قولهم، كما أخبر الله عنهم: * (من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون) * فصلت: 15، ولا يقول بهذا عاقل، أيقول عاقل في فرعون الذي قال * (أنا ربكم الأعلى) * النازعات: 24، وقال * (يا أيها الملأ ما علمت لكم من آله غيري) * القصص: 38، وقوله * (لئن اتخذت إله غيري لأجعلنك من المسجونين) * الشعراء: 29، مع قوله: * (إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون) * الشعراء: 27، لما أجابه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام عن سؤاله عن حقيقة رب العالمين قائلا له: * (قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين) * الشعراء: 24، وقوله له أيضا: * (ربكم ورب آبائكم الأولين) * الشعراء: 26، فهل يقال بعد هذا: إن فرعون كان يعرف توحيد الربوبية ويجهل توحيد الألوهية؟! فهذا التقسيم للتوحيد باطل غير صحيح، وكل من قال به مخطئ.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست