فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٦ - الصفحة ٤٦٤
الصوفية: رأيت عند خلو المطاف في الثلث الأخير امرأة كأنها شمس على قضيب في كثيب متعلقة بأستار الكعبة وهي تقول:
رأيت الهوى حلوا إذا اجتمع الشمل * ومرا على الهجران لا بل هو القتل ومن لم يذق للهجر طعما فإنه * إذا ذاق طعم الوصل لم يدر ما الوصل وقد ذقت طعمية على القرب والنوى * فأبعده قتل وأفر به خبل ثم التفتت فرأتني فقالت: يا هذا ظن خيرا فإن من ضعفت قوته عن حمل شئ ألقاه طلبا للراحة وفرارا من نقل المحبة وقد نطقت بما علمه الله وأحصاه الملكان فإن تعف عن أهل السرائر أكرمتهم وإن يعاقبوا فيا خيبة المدنيين ثم بكت فما رأيت درا قطع سلكه فانتثر بأحسن من دموعها ففررت منها خوفا أن أصبو إليها رحمة الله عليها كذا قرره بعض العارفين قال: والغرض من حكاية هذا التنبيه لمن عساه أن تسمو همته إلى الأمر العظيم والخطب الجسيم من محبة من ليس [ص 359] كمثله شئ فمن شاهد ذلك من نفسه فليعرضها على أحوال هؤلاء في شأن مجدث لا يضر ولا ينفع (حل عن أبي هريرة) ثم قال: تفرد به المسيب بن واضح عن ابن عيينة اه‍. والمسيب بن واضح قال الدارقطني: ضعيف.
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»
الفهرست