الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٤٦
1610 - أما بعد، فإن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى: منهم من يولد مؤمنا، ويحيا مؤمنا، ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا، ويحيا كافرا، ويموت كافرا، ومنهم من يولد مؤمنا، ويحيا مؤمنا، ويموت كافرا، ومنهم من يولد كافرا، ويحيا كافرا، ويموت مؤمنا. ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك فالأرض الأرض. ألا إن خير الرجال من كان بطئ الغضب سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطئ الرضا، فإذا كان الرجل بطئ الغضب بطئ الفئ، وسريع الغضب سريع الفئ، فإنها بها. ألا إن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب، وشر التجار من كان سئ القضاء سئ الطلب، فإذا كان الرجل حسن القضاء سئ الطلب أو كان سئ القضاء حسن الطلب، فإنها بها. ألا إن لكل غادر لواء يقوم يوم القيامة بقدر غدرته، ألا وأكبر الغدر غدر أمير عامة.
ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه، ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر. ألا إن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها، مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه 1611 - أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرح
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست