سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي عليه السلام سمع رجلا إلى آخره ورواه بن حبان في صحيحه في النوع السابع والأربعين من القسم الأول قال بن حبان وقوله اجعل هذه عن نفسك أمر وجوب وقوله ثم حج عن شبرمة أمر إباحة انتهى وأخرجه الدارقطني في سننه من طرق عديدة ضعيفة أضربنا عن ذكرها لعدم الاحتياج إليها مع أن هذه الطرق الصحيحة أيضا قد أعلت قال بن القطان في كتابه وحديث شبرمة علله بعضهم بأنه قد روى موقوفا والذي أسنده ثقة فلا يضره وذلك لان سعيد بن أبي عروبة يرويه عن قتادة عن عزرة بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن بن عباس وأصحاب ابن أبي عروبة يختلفون عليه فقوم يرفعونه منهم عبدة بن سليمان ومحمد بن بشر الأنصاري وقوم يقفونه منهم غندر وحسن بن صالح والرافعون ثقات فلا يضرهم وقف الواقفين إما لأنهم حفظوا ما لم يحفظ أولئك وإما لان الواقفين رووا عن ابن عباس رأيه والرافعين رووا عنه روايته والراوي قد يفتي بما يرويه انتهى وقال الشيخ تقي الدين في الامام وعلل هذا الحديث بوجوه أحدها الاختلاف في رفعه ووقفه فعبدة بن سليمان يرفعه وهو محتج به في الصحيحين وتابعه على رفعه محمد بن عبد الله الأنصاري ومحمد بن بشر وقال البيهقي وهذا إسناده صحيح ليس في الباب أصح منه وقال يحيى بن معين أصح وأثبت الناس سماعا من سعيد بن أبي عروبة عبدة بن سليمان ورواه غندر عن سعيد فوقفه ورواه أيضا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة سمع بن عباس رجلا يلبي عن شبرمة فذكره موقوفا وفيه مع زيادة الوقف استبعاد تعدد القضية بأن تكون وقعت في زمان النبي عليه السلام وفي زمن بن عباس على سياق واحد واتفاق لفظ والثاني الارسال فان سعيد بن منصور رواه عن سفيان عن بن جريج عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ورواه أيضا حدثنا هشيم أنا بن أبي ليلى ثنا عطاء بن أبي رباح عن النبي صلى الله عليه وسلم والثالث أن قتادة لم يقل فيه حدثنا ولا سمعت وهو إمام في التدليس وقال بن المفلس في كتابه وقد ضعف بعض العلماء هذا الحديث فقال إن سعيد بن أبي عروبة كان يحدث به بالبصرة فيجعل هذا الكلام من قول بن عباس ولا يسنده إلى النبي عليه السلام وكان يحدث به
(٢٩٤)