عن عبد الله بن عيسى المدني ثنا أسامة بن زيد به ثم قال هذا حديث أسنده أسامة بن زيد وتابعه يونس ورواه بن أبي ذئب وغيره عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه موقوفا على عبد الرحمن ولو ثبت مرفوعا لكان خروج النبي عليه السلام حين خرج فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر وأمر الناس بالفطر دليلا على نسخ هذا الحديث لأنه يؤخذ بالآخر والآخر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخرجه البخاري ومسلم عن بن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في رمضان حتى بلغ الكديد ثم أفطره وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الا حدث فالأحدث من أمره قال الزهري وكان الفطر آخر الامرين زاد مسلم قال الزهري فصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لثلاث عشرة خلت من رمضان انتهى وفي لفظ للبخاري فلم يزل مفطرا حتى انسلخ الشهر وذكره بن القطان في كتابه من جهة البزار ثم قال هكذا قال عبد الله بن عيسى المدني وقال غيره عبد الله بن موسى التيمي وهو أشبه بالصواب وهو عبد الله بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي يروي عن أسامة بن زيد وهو لا بأس به انتهى ورواه بن عدي في الكامل من حديث يزيد بن هارون ثنا يزيد عن عياض عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه مرفوعا قال بن عدي وهذا الحديث لا يرفعه عن الزهري غير يزيد بن عياض وعقيل من رواية سلامة بن روح عنه ويونس بن يزيد من رواية القاسم بن مبرور عنه وأسامة بن زيد من رواية عبد الله بن موسى التيمي عنه والباقون من أصحاب الزهري رووه عنه عن أبي سلمة عن أبيه من قوله انتهى كلامه وقال بن أبي حاتم في علله قال أبو حاتم الصحيح عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه موقوفا انتهى قلت وفي سماع أبي سلمة من أبيه نظر وفي كلام بن القطان ما يدل على عدم سماعه منه فإنه قال في حديث أخرجه النسائي في الصوم عن النضر بن شيبان قال قلت لأبي سلمة بن عبد الرحمن حدثني عن شئ سمعته من أبيك سمعه أبوك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بين أبيك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد في شهر رمضان قال نعم حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رمضان ففضله على الشهور وقال من صام رمضان إيمانا واحتسابا
(٢٨)