المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٢٣
في أن ذاته تعالى مخالفة لسائر الذوات فهو منزه عن المثل والند تعالى عن ذلك علوا كبيرا وقال قدماء المتكلمين ذاته تعالى مماثلة لسائر الذوات وإنما تمتاز عن سائر الذوات بأحوال أربعة الوجوب والحياة والعلم التام والقدرة التامة وعند أبي هاشم يمتاز بحالة خامسة هي الموجبة لهذه الأربعة نسميها بالإلهية قلنا لو شاركه غيره في الذات لخالفه بالتعين ضرورة الإثنينية وما به الاشتراك غير ما به الامتياز فيلزم التركيب وهو ينافي الوجوب الذاتي كما تقدم احتجوا على كون الذات مشتركة بما مر في الوجود من الوجوه وتقريرها هنا أن الذات تنقسم إلى الواجب والممكن ومورد القسمة مشترك بين أقسامه وأيضا فنحن نجزم به مع التردد في الخصوصيات والجواب أن المشترك مفهوم للذات وأنه عارض للذوات المخصوصة وهذا الغلط منشأه عدم الفرق بين مفهوم الموضوع الذي يسمى عنوان الموضوع وبين ما صدق عليه المفهوم الذي يسمى ذات الموضوع وهذا منشأ لكثير من الشبه فإذا انتبهت له وكنت ذا قلب شيحان انجلت عليك وقدرت أن تغالط وأمنت أن تغالط منها قولهم الوجود مشترك إذ نجزم به ونتردد في الخصوصيات فنقول المجزوم به مفهوم الوجود لا ما صدق عليه الوجود والنزاع فيه
(٢٣)
مفاتيح البحث: التصديق (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»