شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٧ - الصفحة ٢٥٥
وأما قوله: " لو عاش رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبربك هل كان يرضى لك أن تؤذى حليلته! فلعلي (عليه السلام) أن يقلب الكلام عليه، فيقول أفتراه لو عاش أكان يرضى لحليلته أن تؤذى أخاه ووصيه! وأيضا أتراه لو عاش أكان يرضى لك يا بن أبي سفيان أن تنازع عليا الخلافة وتفرق جماعه هذه الأمة! وأيضا أتراه لو عاش أكان يرضى لطلحة والزبير أن يبايعا، ثم ينكثا لا لسبب، بل قالا: جئنا نطلب الدراهم، فقد قيل لنا: إن بالبصرة أموالا كثيرة! هذا كلام يقوله مثلهما.
فأما قوله: " تركت دار الهجرة "، فلا عيب عليه إذا انقضت عليه أطراف الاسلام بالبغي والفساد أن يخرج من المدينة إليها، ويهذب أهلها وليس كل من خرج من المدينة كان خبثا، فقد كان خبثا، خرج عنها عمر مرارا إلى الشام. ثم لعلى (عليه السلام) أن يقلب عليه الكلام فيقول له: وأنت يا معاوية فقد نفتك المدينة أيضا عنها، فأنت إذا خبث، وكذلك طلحة والزبير وعائشة الذين تتعصب لهم وتحتج على الناس بهم وقد خرج عن المدينة الصالحون، كابن مسعود وأبي ذر وغيرهما، وماتوا في بلاد نائية عنها، وأما قوله: " بعدت عن حرمة الحرمين، ومجاورة قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فكلام إقناعي ضعيف، والواجب على الامام أن يقدم الأهم فالأهم من مصالح الاسلام، وتقديم قتال أهل البغي على المقام بين الحرمين أولى. فأما ما ذكره من خذلانه عثمان وشماتته به ودعائه الناس بعد قتله إلى نفسه وإكراهه طلحة والزبير وغيرهما على بيعته فكله دعوى والامر بخلافها، ومن نظر كتب السير عرف أنه قد بهته وادعى عليه ما لم يقع منه.
وأما قوله: " التويت على أبى بكر وعمر، وقعدت عنهما، وحاولت الخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإن عليا (عليه السلام) لم يكن يجحد ذلك ولا ينكره، ولا ريب
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 46 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 3
2 47 - من وصية له عليه السلام للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجم 5
3 فصل في ذكر الآثار الواردة في حقوق الجار 8
4 48 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 12
5 49 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 14
6 50 - من كتاب له عليه السلام إلى أمرائه على الجيوش 15
7 51 - من كتاب له عليه السلام إلى عماله على الخراج 19
8 52 - من كتاب له عليه السلام إلى أمراء البلاد في معني الصلاة وبيان اختلاف الفقهاء في أوقات الصلوات 22
9 53 - من كتاب له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر 30
10 فصل في النهى عن ذكر عيوب الناس وما ورد في ذلك من الآثار 37
11 فصل في النهى عن سماع السعاية وما ورد في ذلك من الآثار 39
12 رسالة الإسكندر إلى أرسطو ورد أرسطو عليه 55
13 فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم 61
14 عهد سابور بن أردشير إلى ابنه 74
15 فصل فيما يجب على مصاحب الملك 76
16 فصل في الكتاب وما يلزمهم من الآداب 79
17 فصل في ذكر ما نصحت به الأوائل الوزراء 80
18 ذكر الحجاب وما ورد فيه من الخبر والشعر 91
19 طرف من أخبار عمر بن عبد العزيز ونزاهته في خلافته 98
20 فصل فيما جاء في الحذر من كيد العدو 109
21 فصل في ذكر بعض وصايا العرب 118
22 54 - من كتاب له عليه السلام إلى طلحة والزبير مع عمران بن الحصين الخزاعي 131
23 عمران بن الحصين 132
24 أبو جعفر الإسكافي 132
25 55 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 135
26 56 - من كلام له عليه السلام أوصى به شريح بن هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام 139
27 شريح بن هانئ 139
28 57 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة مسيره من المدينة إلى البصرة 140
29 58 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين 141
30 59 - من كتاب له عليه السلام إلى الأسود بن قطبة صاحب جند حلوان 145
31 الأسود بن قطبة 145
32 60 - من كتاب له عليه السلام إلى العمال الذين يطأ عملهم الجيوش 147
33 61 - من كتاب له عليه السلام إلى كميل بن زياد النخعي وهو عامله على هيت ينكر عليه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا للغارة 149
34 كميل بن زياد ونسبه 149
35 62 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه ولايتها 151
36 ذكر ما طعن به الشيعة في إمامة أبي بكر والجواب عنها 154
37 الطعن الأول في ذكر ما طعن به عليه فيه من أمر فدك 155
38 الطعن الثاني في قوله: ليتني كنت سألت رسول الله عند موته عن ثلاثة... 164
39 الطعن الثالث في توليته عمر مع أن رسول الله لم يوله شيئا من أعماله 168
40 الطعن الرابع لتأخيره إنفاذ جيش أسامة 175
41 الطعن الخامس بمناسبة أن الرسول عليه السلام لم يوله الأعمال وولى غيره 195
42 الطعن السادس في أنه لم يعرف الفقه وأحكامه الشريعة 201
43 الطعن السابع في عدم إقامته الحد على خالد بن الوليد وقد قتل مالك بن نويرة 202
44 الطعن الثامن فيما تم من دفنه وعمر مع رسول الله في بيته، وقد منع الله تعالى الكل من ذلك في حال حياته 214
45 الطعن التاسع في أنه نص على عمر بالخلافة مخالفا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - بزعمهم 219
46 الطعن العاشر في أنه سمي نفسه بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اعترافه بأنه لم يستخلفه 221
47 الطعن الحادي عشر في أمره بحرق الفجاءة السلمي بالنار وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك 222
48 الطعن الثاني عشر في أنه تكلم في الصلاة قبل التسليم 222
49 الطعن الثالث عشر في أنه كتب إلى خالد بن الوليد وهو على الشام يأمره أن يقتل سعد بن عبادة - يزعمهم 223
50 الطعن الرابع عشر في أنه لما استخلف قطع لنفسه على بيت المال أجرة كل يوم ثلاثة دراهم 224
51 الطعن الخامس عشر في أنه أمر في خلافته بأن من كان عنده شئ من كلام الله فليأته به، مع أن القرآن قد بأن بفصاحته عن فصاحته البشر 224
52 أخبار الوليد بن عقبة 227
53 63 - من كتاب له عليه السلام إلى أبي موسى الأشعري وهو عامله على الكوفة وقد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل 246
54 64 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا عن كتابه 250
55 كتاب معاوية إلى علي 251
56 ذكر الخبر عن فتح مكة 257