شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٧ - الصفحة ١٧٨
وأما قول صاحب الكتاب: إنه لم ينكر على أسامة تأخره فليس بشئ، وأي إنكار أبلغ من تكراره الامر، وترداده القول في حال يشغل عن المهم، ويقطع الفكر إلا فيها! وقد كرر الامر على المأمور تارة بتكرار الامر، وأخرى بغيره. وإذا سلمنا أن أمره (عليه السلام) كان متوجها إلى القائم بعده بالامر لتنفيذ الجيش بعد الوفاة لم يلزم ما ذكره من خروج المخاطب بالتنفيذ عن الجملة، كيف يصح ذلك وهو من جملة الجيش، والامر متضمن تنفيذ الجيش! فلا بد من نفوذ كل من كان في جملته، لان تأخر بعضهم يسلب النافذين اسم الجيش على الاطلاق. أو ليس من مذهب صاحب الكتاب أن الامر بالشئ أمر بما لا يتم إلا معه! وقد اعتمد على هذا في مواضع كثيره فإن كان خروج الجيش ونفوذه لا يتم إلا بخروج أبى بكر، فالامر بخروج الجيش أمر لأبي بكر بالنفوذ والخروج، وكذلك لو أقبل عليه على سبيل التخصيص، وقال:
نفذوا جيش أسامة، وكان هو من جمله الجيش، فلا بد أن يكون ذلك أمرا له بالخروج.
واستدلاله على أنه لم يكن هناك إمام منصوص عليه بعموم الامر بالتنفيذ، ليس بصحيح، لأنا قد بينا أن الخطاب إنما توجه إلى الحاضرين، ولم يتوجه إلى الامام بعده، على أن هذا لازم له، لان الامام بعده لا يكون إلا واحدا، فلم عمم الخطاب ولم يفرد به الواحد فيقول: لينفذ القائم من بعدي بالامر جيش أسامة، فإن الحال لا يختلف في كون الامام بعده واحدا بين أن يكون منصوصا عليه أو مختارا.
وأما ما ادعاه أن الشرط (1) في أمره (عليه السلام) لهم بالنفوذ فباطل، لان إطلاق الامر يمنع من إثبات الشرط، وإنما يثبت من الشروط ما يقتضى الدليل إثباته من التمكن والقدرة، لان ذلك شرط ثابت في كل أمر ورد من حكيم، والمصلحة بخلاف ذلك، لان الحكيم لا يأمر بشرط المصلحة، بل إطلاق الامر منه يقتضى ثبوت المصلحة وانتفاء المفسدة وليس كذلك التمكن، وما يجرى مجراه، ولهذا لا يشترط

(1) في د " وأما ادعاؤه الشرط ".
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 46 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 3
2 47 - من وصية له عليه السلام للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجم 5
3 فصل في ذكر الآثار الواردة في حقوق الجار 8
4 48 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 12
5 49 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 14
6 50 - من كتاب له عليه السلام إلى أمرائه على الجيوش 15
7 51 - من كتاب له عليه السلام إلى عماله على الخراج 19
8 52 - من كتاب له عليه السلام إلى أمراء البلاد في معني الصلاة وبيان اختلاف الفقهاء في أوقات الصلوات 22
9 53 - من كتاب له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر 30
10 فصل في النهى عن ذكر عيوب الناس وما ورد في ذلك من الآثار 37
11 فصل في النهى عن سماع السعاية وما ورد في ذلك من الآثار 39
12 رسالة الإسكندر إلى أرسطو ورد أرسطو عليه 55
13 فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم 61
14 عهد سابور بن أردشير إلى ابنه 74
15 فصل فيما يجب على مصاحب الملك 76
16 فصل في الكتاب وما يلزمهم من الآداب 79
17 فصل في ذكر ما نصحت به الأوائل الوزراء 80
18 ذكر الحجاب وما ورد فيه من الخبر والشعر 91
19 طرف من أخبار عمر بن عبد العزيز ونزاهته في خلافته 98
20 فصل فيما جاء في الحذر من كيد العدو 109
21 فصل في ذكر بعض وصايا العرب 118
22 54 - من كتاب له عليه السلام إلى طلحة والزبير مع عمران بن الحصين الخزاعي 131
23 عمران بن الحصين 132
24 أبو جعفر الإسكافي 132
25 55 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 135
26 56 - من كلام له عليه السلام أوصى به شريح بن هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام 139
27 شريح بن هانئ 139
28 57 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة مسيره من المدينة إلى البصرة 140
29 58 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين 141
30 59 - من كتاب له عليه السلام إلى الأسود بن قطبة صاحب جند حلوان 145
31 الأسود بن قطبة 145
32 60 - من كتاب له عليه السلام إلى العمال الذين يطأ عملهم الجيوش 147
33 61 - من كتاب له عليه السلام إلى كميل بن زياد النخعي وهو عامله على هيت ينكر عليه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا للغارة 149
34 كميل بن زياد ونسبه 149
35 62 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه ولايتها 151
36 ذكر ما طعن به الشيعة في إمامة أبي بكر والجواب عنها 154
37 الطعن الأول في ذكر ما طعن به عليه فيه من أمر فدك 155
38 الطعن الثاني في قوله: ليتني كنت سألت رسول الله عند موته عن ثلاثة... 164
39 الطعن الثالث في توليته عمر مع أن رسول الله لم يوله شيئا من أعماله 168
40 الطعن الرابع لتأخيره إنفاذ جيش أسامة 175
41 الطعن الخامس بمناسبة أن الرسول عليه السلام لم يوله الأعمال وولى غيره 195
42 الطعن السادس في أنه لم يعرف الفقه وأحكامه الشريعة 201
43 الطعن السابع في عدم إقامته الحد على خالد بن الوليد وقد قتل مالك بن نويرة 202
44 الطعن الثامن فيما تم من دفنه وعمر مع رسول الله في بيته، وقد منع الله تعالى الكل من ذلك في حال حياته 214
45 الطعن التاسع في أنه نص على عمر بالخلافة مخالفا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - بزعمهم 219
46 الطعن العاشر في أنه سمي نفسه بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اعترافه بأنه لم يستخلفه 221
47 الطعن الحادي عشر في أمره بحرق الفجاءة السلمي بالنار وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك 222
48 الطعن الثاني عشر في أنه تكلم في الصلاة قبل التسليم 222
49 الطعن الثالث عشر في أنه كتب إلى خالد بن الوليد وهو على الشام يأمره أن يقتل سعد بن عبادة - يزعمهم 223
50 الطعن الرابع عشر في أنه لما استخلف قطع لنفسه على بيت المال أجرة كل يوم ثلاثة دراهم 224
51 الطعن الخامس عشر في أنه أمر في خلافته بأن من كان عنده شئ من كلام الله فليأته به، مع أن القرآن قد بأن بفصاحته عن فصاحته البشر 224
52 أخبار الوليد بن عقبة 227
53 63 - من كتاب له عليه السلام إلى أبي موسى الأشعري وهو عامله على الكوفة وقد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج إليه لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل 246
54 64 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا عن كتابه 250
55 كتاب معاوية إلى علي 251
56 ذكر الخبر عن فتح مكة 257